عندما يكون الوطن حبيبنا
الدكتور احمد عثمان – نفحات القلم تتأرجح كل القيم إلا قيمة واحدة إنها قيمة الحب، حتى هذه تتأرجح لكنها إذا كانت بحب الوطن لن ولم تتبدل ولن تتغير. خذ كل ما عندي واترك لي الوطن لأنني أستطيع أن أفعل ما أشاء لأن الوطن يُعطيني ما أشاء. إن الوطن هو الأم الكبيرة التي أنجبتنا جميعاً وهي التي كبَّرتنا بعد أن أرضعتنا الحب منذ صرختنا الأولى, مَن منكم يُفرط بأمه, أُقسم أنه لا يوجد مخلوق بالدنيا كلها يفعلها حتى المخلوقات التي لم يزينها الله بالعقل فكيف نحن الذين خلقنا بأحسن تقويم, و وهبنا العقل بكل مفرداته والنظر بكل مشاهداته واللسان بكل نُطقه والجسد بكل حركاته ومن يملك العقل لا بد أن يَرى, ومن يملك النظر لابد أن يَعقِلْ, ومن يَعقِلْ لابدَّ أن ينطق عن ما يرى, وهكذا يستطيع كل منا أن يفرز القيم الوجدانية ويُقيِّم المحيطات به, ويعطيها حقها بالوصف, ويكون مُخلصاً خالصاً للحقيقة ولا يواري وجهه عنها وقد نرى بعينيه دمعةَ حزن ودمعة الفرح بآن معاً, فبالأمسِ القريب أصيبتْ أمنا الكبيرة (الوطن) بكربٍ من قِبَلِ من لا يحبون أمهم وجعلوا نفوسهم رهينة الشيطان الأكبر وحاولوا زرع السموم بأرض وطننا وغاب عنهم أن أرض وطننا الحبيب طاهرة لا تَنبت بها البذور الخبيثة, وغاب عنهم أدنى معرفة بأن أبناء سوريه الحرة الكريمة هم كالبِنانِ في الكف الواحد من هذا الوطن العربي الكبير ولا يمكن تفريقه عن بعض، ولم يعلموا أن قائد هذا الوطن يُمثلُ الكف الذي يجمع كل الأصابع, وكأنهم لم يعلموا أن هذا الكف فيه من القوة ما يكفي لإخراج الزلال من الصخر, وغاب عنهم معرفة أن إذا تألم إصبع تدانت له كل الأصابع, فوطننا غالٍ كما قال القائد الخالد (لا يدانيه أي معشوق آخر). هذه هي الصورة الرائعة التي أبداها شعبنا السوري العظيم التي عبر بها عن عشقه للوطن ولقائد الوطن وقال كلمته للخاسئين وعبَّر بكل أطيافه وقال لهم الخزي والعار لمن يحاول الاقتراب من أمان وأمن الوطن, وقال لهم لو جعنا ولو عرينا و لو.. و لو.. و لو.. أي شيء فلن نتنازل عن حب الوطن وحب القائد الذي يشاركنا كل همومنا فسنبقى نحن هؤلاء العشاق الأزليون الذين يساوون بين عشق الله والوطن والقائد, فمنْ أراد أن يبقي على قيمة العشق الحقيقية لن يَرضى ولم يَقبل فعل أي شيء إلا هذا, وهكذا هم السوريون لم يفعلوا غير ذلك لأنهم يريدون العيش الكريم الهانئ والآمن وسيبقون محافظين على ذلك إلى الأبد وليموت من يريد العبث بمقدّراتنا العظيمة التي اشتغل السوريون على بنائها منذ أجيال، وليعلموا أنهم لو جمعوا قوى الشر والشيطان بأكملها لن يستطيعوا تحريك قيد أُنمُلة في عشق السوريون, فسوريا منذ الأذل وبكل الحِقب آلت على نفسها أنها لن يسكنها إلا الأحرار ويعيشون المحبة والحب بكل جوانبه, ومن هنا ننطلق ونقول لأصحاب مشروع الفتنه المزودين بفحيح القنوات الفضائية الذين يقيمون على إدارتها ويعرفون حجم الأضرار التي تقع في أي بلد من أصقاع الأرض ويستمرون بكل ما أُتو من قوة من أجل شهواتهم ورغباتهم الدموية واضعين أنفسهم تحت تصرف خدمة المشروع الأمريكي والصهيوني فنقول لهم انكفئوا خاسئين نحن تعشَّقنا حباً بأرض الوطن وقائد الوطن ومشروعه التطوري وأقسمنا أنه لا تراجع وسنبقى ماضين خلفه حتى النهاية وهذه هي الأمة السورية التي غدت كل مشاريع الغدر والخيانة فاشلة بسبب صمود أبناء سورية الأبطال ممثلة بالقائد الاستثنائي, وهكذا يكون الحب للوطن أن تدفع بالغالي والرخيص من أجل بقائه شامخاً صامداً بوجه أعتا الرياح والأعاصير، وليعلم البادي والغادي أن سوريا عانت بكل الأزمان من هذه المؤامرات وصمدتْ ولم تستطع إدخال الفوضى لسوريا الأبية, وهذه سمومكم وأحقادكم ستقتلكم بل ستقتلكم خيبتكم لأنكم أغبياء بما يكفي لقتل أنفسكم ولم تستطيعوا الأخذ بعين الاعتبار وعي وعقل المواطن السوري يا أعداء الله والعقل انتبهوا إن خلف كل ذرةِ ترابٍ في سوريا يكمن لكم سوري بطل، وخلف كل شجرة تكمن مئة امرأة، وفي كل نقطة ماء ألف طفل يقول لكم أنتم القوم الخاسرون فكل هؤلاء لهم من سقى تلال سورية وروى ترابها بدماءٍ حرةٍ كي يبقى الوطن مستقل واستقلالي ولم تُرهب المؤامرات أي فرد سوري لأنه حر أبيّ، فتلك الدبابات الأمريكية التي وصلت حدود سورية من الشرق وأرادت العبور فشلت, وكانت الحدود شامخة عصية على الأمريكيين قبل أن يفكروا بالعبور, أرادوا حصار سوريا فتبين لهم أنهم هم المحاصرين, عاثوا في لبنان فساداً واتهمونا ونحن أبرياء منها كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام, ارتكبوا المجازر بحرب غزه ليضعفونا وفشلوا, قاموا بحرب تموز على المقاومة اللبنانية ليضعفونا وفشلوا, وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل إضعاف سورية وفشلوا, وبقيت سوريا حرة أبية بقيادة الرئيس بشار حافظ الأسد ومن قبله القائد الخالد, (فكفاكم رعونة يا حمقى), فسورية كانت وستبقى هكذا شامخة بأهلها وقائدها الذي هو منهم مواطن صالح بكل المعايير, ولن تهزَّ رياحكم قشةً في أرضنا, فاذهبوا ملعونين إلى الآخرة لا أبقى الله لكم أثراً وليُخلّص منكم الأرض الطيبة, أما سوريا يا حبيبتي اليوم مثل كل يوم أنت بقلب مواطنيك يعشقونك أجلَّ عشقٍ ويفدونك بالروح والدم وهذا ما بدا جلياً في الأيام الأخيرة, وستمضين بمسيرة الحرية والإصلاح ولا نحتاج لمن يُنظّر علينا, فنحن نعرف طريقنا وسنسير فيه بشجاعةِ الشجعان إلى الأبد, وبالنهاية التي لا نهايةً لها, العشق كل العشق لوطني سوريا والحب كل الحب لكل السوريين, وجهنم كل جهنم وبئس المصير للخونة الذين لم يهنأ لهم عيش إذا لم تتلطخ أكفهم بدماء الناس الشرفاء وأخيراً سوريا بشعبها الكريم تُسطّر درساً آخر للتاريخ عن الصمود والتصدي والمنعة في المقاومة . أحمد عثمان