((بداية حدثنا من هو سامر الخطيب))
: سامر الخطيب هو ذلك العاشق المسكون برغبة عميقة في اصطياد الدر المكنون الباحث عن الإبتكار والإبهار ورسم اللوحات الجمالية بريشة مدادها من النبض وألوانها من الطاقة البشرية وقوس قزحها وموشورها الضوئي أسفار خلق وتجدد وإشراق ……….. هو ذلك المشتاق دائما بتكوينه الفطري والمؤمن بأن تأريخ حياته غير مرتبط بالأرقام وإنما بالبصمات القمرية التي لا تحد بمساحة زمنية بل بآفاق فكرية وحسية وروحية ووجدانية تلك البصمات التي تترك أثرا عبر الزمن وعلى كل الإتجاهات وفي كل الرؤى سامر الخطيب هو حال وجعه حب وانكساره حب ودمعه حب وبصمته حب ……………………..
هل الكلمة معنى جمالي فحسب ام دلالي يهدف إلى إيصال رسالة ما
الكلمـــة عين الجوهـــر ومـرآة الـــذات وإشـــــارة إســــرائيـــة للمكنــــونات هي انعكـــاس إشــراقي للأعمــــاق ودلالـــــة على ما يستوطــن القلــب والروح واللــب فهـــي بذلك وطــــنُ جمالــي يحمــل في باطنــه معــادن متلألئـــة ورســــول يحمـــل مشــروعا بنائيــــا فكريـــا إنسانيــــا خلاقـــــا وغيــــم يحمــــل أجنحــــة الغيـــث التــي تعبـــر أجــواء البشــرية لتبــذر في تربتهــــا رؤيــــة بعثيــــة تنشــــىء طبيعـــــة جماليــــة فيهــــا بهــاء اللــــون وروعــــة الكــــون فهـــــي مظهــــر رائــــع يتــــوافق مع المضمــــون ………………………. ))
* بإلقاء نظرة شاملة على المشهد الشعري السوري منذ الرواد وحتى اليوم ، كيف تقيّم حركة الشعر داخل سوريا في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية على مدى اكثر من عقود من الزمن ، هل هي في تقدم ام في تراجع)) ؟ :
إذا نظرنا إلى تاريخ سورية الشعري نجدها منبعا لا ينضب في الأدب والشعر وكل الفنون فقد كرست العمالقة من الشعر في الساحة العربية والدولية والذين لا يزال اسمهم وفكرهم ومدارسهم تصدح وتدرس في كل الميادين مثل البحتري وأبو تمام وأبو فراس الحمداني وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل وأدونيس ونزار قباني وغيرهم ممن أثروا الأدب العالمي وكانوا نقطة تحول هام في الأدب الإبداعي الرائع ….. ولهذا أقول وأؤكد أن سورية رغم كل المتغيرات وكل الحروب وكل الأزمات الاجتماعية والإقتصادية والسياسية هي سلسبيل ابداعي مترقرق ومعجم خلق وابتكار لا يتوقف ……… المبدعون في سورية كثر وذوو طاقات مدهشة وعطاءات غنية وثرية ولكن الإضاءات الإعلامية على الشعر تراجعت لصالح الفنون البصرية كالتلفزيون والسينما والفنون الأخرى مما أصاب الشعر والشعراء بشعور تهميشي نوعا ما رغم أن الشعر ديوان العرب ومرآة لجمال وعمق ثقافتنا وحضارتنا وعليه أؤكد أن الشعر في سوريا لم يتراجع ولكن الإشارة إليه والإضاءة عليه هي التي تتراجع ………………………..
((* كيف تنظر اليوم الى الحداثة واعني حداثة الشعر ، واستسهال كتابة قصيدة النثر من قبل الكثيرين وخاصة الاجيال الجديدة ونادرا ما نجد شاعرا جديدا يعرف اعماق تلك القصيدة ؟)
) الحداثة مفهوم اصطلاحي يرتبط بالزمن أكثر من ارتباطه بالشعر كما أعتقد ….أما ما يرتبط بالشعر وبتعريف الشعر هو الشعر ذاته لأن الشعر برأيي هو الذي يصنع المشهد التجددي للزمن وليس الزمن هو ما يصنع الشعر لأن الشعر قديم بتكوينه والحداثة لا معنى لها إن لم ترتبط بالقدم … لذلك أقول أن تقسيم المفاهيم الواسعة يصيع ويشتت تعريفها الموحد ….. لذلك تجد تسميات كثيرة يختبىء خلفها الكثيرون ممن يكتبون بحجة كسر القيود والإبتكار والتجدد كقصيدة النثر ……. والنثر برأيي يتناقض مع الشعر ولو كانا حالا واحدا لما سمي كل منهما باسم مختلف عن الآخر
……….
… للشعر جناحان وللنثر أقدام متحركة على الأرض …..
وأنا أعشق كلاهما ولكن يجب أن يأخذ كل منهما وضعه واسمه الحقيقي لكي لا يستسهل الكتاب كتابة القصيدة وتصبح ميدانا لأي كان كما يحدث الآن ……………….
((هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والحميمة؟))
: القصيدة قلعة لكنها غيرمحددة بجدران فجدرانها الضوء والفراشات والدموع والأسفار السماوية وبقدر ما تسكنها وتسكن عوالمها المفتوحة بقدر ما تطلقك إلى العالم الخارجي ……….
القصيدة قلعة مفتوحة النوافذ ومشرعة الأجنحة كأنها النهدات تحمل مكنونات الروح ولكنها تطلقها على هيئة أنفاس تحمل زفرات الشمس بقداسة محرابية القصيدة كيمياء أعماق تتفاعل معها وتُدخل فيها عناصر قلبك وإحساسك فتظهر بأطيافها المتنوعة ….إذا هي تفاعل مع الذات وتفاعل الذات مع الذوات الأخرى وبدون ذلك تفقد قيمتها وتضيع آفاقها ……. …………………………….
((القصيدة رسالة مفتوحة للعالم، وأنت تكتب هل تُفكر في القارئ؟)):
القصيدة عقيدة الشاعر ودين روحه ومحراب فكره ومنبر شرايينه وحين تكون إنسانا شفافا عذبا متفاعلا مع محيطك وتعيش معه بكل تفاصيل وجعه وتشرده وأمله وتأمله وعشقه وانكساره فلا داعي لأن تفكر بماذا تكتب للقارىء لأنك حينها ستكون ذاته وهو سيكون ذاتك …….
. فإن كنت صادقا يقينيا مبحرا في تفاصيل الحلم فسوف تكون شاعرا حقيقيا وعندها ستصل رسالتك إلى العالم بأجمعه وبكل أطيافه لأن الإنسانية بمفهومها العميق هي الديانة الكونية الأسمى والأنبل والأرقى من كل التفاصيل الأخرى وعندما تعيشها بكل حيثياتها وشجونها تكتب أحوال البشرية بعفوية وتلقائية ويكون حالك حال الناس في كل حرف تسطره .. ……………………………….
. ((كيف تتجلّى صورة المرأة في قصائدك؟))
: المرأة في روحي كما في شعري عازف إلهي على قيثارة المشاعر …. قلمٌ من عطر ..حبر من بحر ..غيث من خمر ..سكرٌ على سكر ..در على در ..سر لا يدركه إلا صاحب السر …
. هي تلك النفحات التي تعطر صفحات الروح …هي كتاب وجداني أسكنه خلايا قلبي ومشاعري صاحب الأمر ….هي خميلة أطيار ناي وفرجار هي في معصم تأملي السوار ….. هي الأرض
حاوره لنفحات القلم : فؤاد حسن