عندَ الآفاقِِ
لمَّا التقيْنا عندَ آفاقِ المسا
وتشعشعَتْ أنوارُ دفئكِ في دمي
أوَ ما نشرْنا على الضِّّفافِ عبيرَنا
والسِّحرُ بادٍ في مروجِ الأنجمِ؟!
وهمسْتِ في أُذُنِ الرَّبيعِ : تُحبُّني؟
وعبيرُ شالُكِ فوقَ صدريَ يرتمي
لينوسَ شَعْرُكِ فوقَ أكتافي شذاً
إذْ رحْتُ أرشفُ شهدَ وردِ المَبسمِ
ورنوْتُ مُندهِشاً أناجي لوحةً
ليذوبَ قلبيِ في جوانبِ مَرسمي
وجثوْتُ كالنُّّساكِ في رُكنِ السَّنا
لأعيشَ لحظةَ نشوتي وتأثّمي
حتّى ظننْتُ بأنَّ حلماً ما أرى
أوْ أنَّ فجراً خلفَ أُفقٍ مُعتِمِ
لتهبُّ زوبعةُ العطورِ مِنَ المدى
فهتزَّ رنداً , أو ظلالٌ ترتمي
يتالّقُ الشَّارونُ , يهمي عِطرُهُ
وبراعمٌ للعشقِ لمّا تُفطمِ
مُترقرقٌ يَنبوعُنا عندَ الضُّحى
مُتفوِّّحٌ مِنْ عهدِ حُبي الأقدمِ
وتعودُ آلاءُ الرَّبيعِ إلى الرُّبا
فألوذُ فيها كالبلابلِ أحتمي
فعنادلُ الوديانِ تشدو في الضُّحى
وقصائدُ الرِّعيانُ خُضرٌ في فمي
وسوانحُ الأحلامِ في فلكِ المسا
مَنْ مرَّ في رأدِ الصِّبا لمْ يحلمِ؟!
إنْ مرَّ قلبي في جفونِكِ هامساً
فارخي جدائِلَكِ الشذيَّّةَ , وانعمي……
بجوارِ يَنبوعٍ عَذوبٍ كوخُنا
وإليهِ أبقى في المدى دوماً ظمي
ولاّدةٌ حُسناً بلادي , إنّها
مهدُ الهوى من عهدِ جَدِّيَ آدمِ
أفياؤها مهدُ الرُّؤى وربيعُها
مُتضوِّعٌ من عَذبِ , عَذبِ الزَّمزمِ
هذا الجمالُ يَراعُ ربِّي صاغَهُ
مِن مُهجةِ الصُّبحِ البهيِّ الأكرمِ
مُتألِّّقٌ مُتضوِّعٌ , ومُنمنَمٌ
مِنْ بوحِ أملاكِ السَّماءِ لمَريمِ
الشاعر :
ياسين عزيز حمود
(من ديوانه أناشيد المراعي)