اكتظت تلك الدكان الصغيرة بكل ما فيها من أدوات بلاستيكية وما فيها من حنين لذكريات الماضي القريب
بقايا أحلام وحطام ذكريات تكتب قصة من وجع الحاضر الأليم, وعلى كرسيه البلاستيكي جلس عزام ابراهيم الزعبي { أبو باسم } ابن الخامسة والستين عام ينظر بعين الفرح بعودته إلى محله رغم دماره كاملا في حي باب هود الحمصي في شارع باب هود الرئيسي, وبعين اخرى ينظر إلى ما حالت إليه تلك الشوارع والحارات الحمصية من دمار وحزن كبير
في ذلك المحل الصغير الذي تم ترميمه بجهد شخصي يسترجع أبو باسم ذكريات الماضي ، وتعود الحياة إلى البداية فلا يوجد بضاعة كافية ولا سيولة مالية فكل شيء قد رحل والمحل قد احترق فقد دمرته آلة الموت والدمار التي سحقت كل شيء ومسحت ما كان يعج به من ذكريات وأحلام الطفولة , ورغم الحطام الذي يحيط بالمحل ووجود عمود كبير من البيتون يتدلى فوق المحل ومعلق بخيط رفيع من القدر أصر أبو باسم على محايدة القدر بربطه ذاك العمود بحبل قد لايصمد امام قوة الطبيعة ورغم المناشدات لم تتحرك البلدية لإزالة هذا الخطر.
يتنهد ابراهيم الزعبي ( أبو باسم ) والدموع تملأ عينيه، ومن حوله يوجد بعض أصدقائه الذين تضرروا هم أيضا ويقول بحسرة:” حمص التي كانت مدينة للسلام والتعايش الأخوي بين كل مكونات المجتمع تعرضت لأبشع طرق الموت من تفجيرات وقتل أودت بحياة الآلاف وخسارة الناس لجنى عمرهم، منازلهم ومشاغلهم ومحالهم”. ويستذكر أبو باسم بداية عام 2012 وكيف تهجر من محله ولم يعد بإمكانه العودة إلا بعد عامين وأكثر ليرى محله قد حرق وسرق ودمر بكل مافيه من أغراض ومن ذكريات الطفولة .
أما المحل الذي تعرض لأضرار كبيرة جدا، وتم تسجيلها وتوثيقها في محاضر رسمية فلم تتحرك المحافظة او البلدية أو أي جمعية خيرية أو منظمة دولية لنجدته ومساعدته رغم الوعود من بعض الجمعيات الخيرية لكنها وعود واهمة كما يقول ويضيف إن المساعدات التي تعطيها الجمعيات تعطيها فقط للتجار الكبار وأصحاب الملايين , ويضيف رغم كل شيء أشعر بان الحياة قد عادت لي من جديد فقد كنا شبه اموات خلال الأزمة ,
وعن رسالته للسوريين يقول : سورية هي الأم الحبيبة التي تجمعنا متمنيا أن تفرج على كل السوريين
– وبانتظار أن تصل المساعدات إلى أبو باسم وتتحقق الوعود يوما ما فإن ابراهيم الزعبي الذي نهى حديثه وهو ينفث سيجارته بعصبية واضحة سيضطر للرضوخ إلى الواقع الاليم بانتظار يوم جديد ربما تتغير فيه الأحوال
مكتب حمص والمنطقة الوسطى
جهاد عتريني – أندريه ديب