..لمــاذا نستــغرب اعـلان تحـــالف ملـوك الخلـيج مـع اســرائيل ؟…………
………….متـى كـان الملـوك السفـهاء غير متحالفين مع اسرائيل ورعاتها ؟………..
………….لقــــد حـــرَّفوا الاســلام ، واغتــالوا العقــول ، ثم دمـروا البــلدان ………
المحامي محمد محسن
الصانع واحد ، والراعي واحد ، والحامي واحد ، والغرب الاستعماري الرأسمالي الذي كان بقيادة بريطانيا العظمى ، هو الصانع ، والراعي ، والحامي ، والذي نقل هذه العهدة الثلاثية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد الحرب العالمية الثانية ، فالدول الرأسمالية لا تسيرها إلا المصلحة والكسب ، ولا هم لها سوى تكديس الثروات في شركاتها وبنوكها ، ولو على دماء الملايين من الفقراء ( الصومال ، اليمن ) ، وفق مبدأ [ الغاية تبرر الواسطة ] ، هذا الغرب ذاته هو الذي صنع ، ورعى ، وحمى [ ممالك الخليج ، وإسرائيل ] ، والدول الاستعمارية لا تصنع ، ولا ترعى ، ولا تحمي ، إلا من يخدم مصلحتها ويحقق له مكاسباً ، لذلك كان المصنوع ، والمرعي ، والمحمي ، مطالب دائماً بخدمة السيد وتنفيذ أوامره ، وقد تكون الخدمة مشتركة أحياناً بين المحميات ، أو يسند لكل منها مهماته المستقلة عن الأخرى أو متممة لها ، مع مراعاة قدرة كل منها ، وظروفها ، ولكن من حيث النتيجة لابد وأن يصب كل ذلك الجهد التنفيذي المبرمج في طاحونة السيد الأمريكي ، ومن يخدم أمريكا أو يتحالف معها ، يخدم اسرائيل ويتحالف معها بالتبعية بكل تأكيد .
.
لكن هناك فرق نوعي في المهمات بين محمية وأخرى ، فالمحمية ( الإسرائيلية ) التي صُنّعت وشكلت كدولة مستقلة لتكون زراعاً طويلة وامتداداً للدولة السيدة أمريكا ، يُسند إليها أدوار اساسية كبرى ومفصلية كتفجير الحروب متى أراد السيد ضد دول المنطقة ، واستنزاف طاقاتها المادية والبشرية ، وارباكها واشغالها دائماً تحسباً وترقباً لأي عدوان ، أما المحميات التي تسمى ممالكاً ( السعودية ، قطر ، الامارات ، البحرين ، الأردن ، ) فلها شأن آخر ، لأن هذه المحميات تدار تحت اشراف كامل من السيد الأمريكي ، اقتصاداً ، وسياسة ، وفقهاً دينياً ، بصفته وصياً على الملوك القاصرين السفهاء ، الذين يعملون بالحصة ( مرابعين ـــ بحصة الربع ـــ ) لكن بقصور ملكية ، وحياة بازخة ، معبأة بالترف الشكلاني الغرائزي ، هذه الأسر المالكة الإمعات ، ومنذ التأسيس أسند لها من قبل مشغليهم وحماتهم مهمة تاريخية ، يضرب المفكرون عنها كشحاً ، أو لا يضعونها في حسبانهم عند تقييم الأدوار الخطيرة لهذه الممالك منذ التأسيس .
.
المهمة الأهم التي نهضت بها مملكة بني سعود :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[ احياء مذهب ابن تيمية ]……………….
.
بعد أن زُندق إمام دمشق [ ابن تيمية ] وحرقت كتبه لأنه اعتمد على المفاهيم التلمودية الاسرائيلية ، في تفسيره للقرآن ، وكفر جميع المذاهب التي لا تأخذ برأيه ، وأوجب قتل المخالف من جميع المذاهب الأخرى ، بما فيها المذاهب الأشعرية الأربعة ، بسبب كل ذلك سجن في سجن الاسكندرية ، ومات في سجن القلعة في دمشق باعتباره زنديقاً محرفاً ، وسُفه تلميذه ابن القيم الجوزية ، وأركب على أتان ووجهه إلى ذنبها وجالوا به شوارع دمشق .
لذلك قامت بريطانيا المستعمرة للجزيرة العربية ، والتي كان من أهم أهدافها خلق التناقضات القاتلة بين المذاهب الاسلامية ، حتى تبقي على المنطقة تحت سيطرتها ، قامت بمساعدة قبيلة آل سعود بالسيطرة على كعبة المسلمين قبلة المسلمين ، وصاهرتها مع محمد بن عبد الوهاب الذي كلف من بريطانيا بصياغة مذهب جديد ، [ فجاء بنسخة منقحة ومزادة عن فقه ابن تيمية التكفيري والذي يعتبر فقه الارهاب والقتل ] ، والذي نسبه لنفسه تحت اسم [ المذهب الوهابي ] .
.
ولما كانت بريطانيا قد مكنت بني سعود من السيطرة على أقدس مقدسات الاسلام [ الكعبة ] التي يحج إليها كل عام ملايين المسلمين ، ومن خلال هذا [ الموقع الهام والثروة النفطية الهائلة ، تمكنت من نشر فقه ابن تيمية التحريفي التكفيري بحلته الوهابية الجديدة ، وتعميمه ] على جميع الدول الاسلامية ، وعلى الأقليات الاسلامية في المهاجر ، ومنه ولد الطاعون التكفيري الارهابي القاتل الذي نعاني منه الآن ، وستعاني منه الدنيا بأثرها .
.
هذه المهمة الجلى التي نهضت بها السعودية بكل اقتدار منذ التأسيس ، والتي يمكن اعتبارها حجر الأساس [ لصرح التخلف في جميع الدول الاسلامية ] وللدقة والموضوعية يمكن اعتبارها استكمالاً لما بني من قبل ، ولكنها اضافة نوعية بعدة مداميك وبإسمنت مسلح ، لأن فقهاء المسلمين ومنذ أن سفهوا الفلسفة ، وزندقوا الفارابي ، والرازي ، وابن سينا ، وابن رشد ، وحاربوا جميع النزعات العقلانية في الاسلام ، بما فيها المعتزلة .
يكونوا قد تخلوا عن العقل والعقلانية ، وجعلوا الانسان المسلم الذي يعيش في القرن الواحد والعشرين ، يعيش على فتات ما قاله فقيه هنا ، أو مفسر هناك ، قبل أكثر أو أقل من ألف عام ، ليس هذا فحسب بل جعلوه يعيش بحالة خوف ، ورعب من الاسلام ، لأنهم صوروا الاسلام بأن وظيفته حرق البشر ، وتغيير جلودهم في نار سقر ، معتمدين على أحاديث ملفقة وكاذبة والتي تغص بها مجلدات ( بخاري ومسلم ) ، متجاهلين أن [ الله غفور رحيم ] ، وأن الاسلام جاء [ ليتمم مكارم الأخلاق ] فبات الاسلام في أذهان المسلمين مجرد طقوس خمسة ، من لا يؤديها يعيش رعباً ، من النار ، بدلاً من أن يعتبرونه رسالة سلام ومحبة .
.
على هذا الفقه العتيق ( الذي جاء في زمن الناقة ، زمن الغزو ، زمن السراري ، ) والذي جُدد وعُدل وهابياً ، ورُفد من الحركة العالمية لحزب الاخوان المسلمين ، هو الفقه الذي استخدمه الاستعمار الغربي ، واسرائيل في جميع حروبهما القديمة والحديثة ، لتفتيت المنطقة وتمزيقها ، وجعل التناقض المذهبي هو الأساس في جميع الصراعات ، ومنه استولدوا فقه الارهاب ( القاعدة وطالبان ، وداعش ، ومئات النموات السرطانية القاتلة الأخرى ) ، والذي جند بموجبه ومن خلاله / 390 / ألف ارهابي ( كما صرحت محطة إعلامية ألمانية ) ، من جميع الدول العربية ، والاسلامية ، ومن جميع التجمعات الاسلامية المنتشرة في هوامش المدن والدول التي يعيشون بها لقتل ( اخوتهم في الدين ) الليبيين ، واليمنين ، والعراقيين ، والسوريين ، لتحقق مصالح وغايات الدول الغربية بقيادة أمريكا ، ومعهم اسرائيل طبعاً ، في تفتيت المنطقة إلى دويلات صغيرة على أسس مذهبية ، يتم من خلالها اخضاع المنطقة لسيطرة الامبراطورية الأمريكية ، وتنصيب حاخام اسرائيلي تلمودي حاكماً دينياً من خلف ستار ، أو بشكل مباشر ، ليضع برامج وخطة عمل لفقهاء المسلمين الوهابيين والإخوانيين ، لاستكمال دورهم في تفتيت الاسلام وتشويهه .
.
لذلك قلنا في مقالات سابقة ومنذ سنتين وأكثر ، أن الجيش العربي السوري ، لا يقاتل لتحرير سورية أرضاً وشعباً فقط ، بل يقاتل فقه الارهاب الديني السلفي بكل استطالاته ، واضعاً في اعتباره : أن لا تقدم بدون تحرير العقول من ذلك الكابوس العتيق الذي يجسم على صدورها بعد أن سرق عقولها لذلك هو يقاتل عن [ الأردن ، والسعودية ، ومحميات الخليج المتعفنة ] ، وأعمم وأقول بكل ثقة : [ بأن الجيش العربي السوري قاتل ويقاتل من أجل شعوب الأرض قاطبة ] وأخص منها [ معسكر الغرب العدواني ذاته ] ، والذي يؤكد ويحسم التساؤل أو الشك [ تعالوا لنتخيل أن سورية هزمت ( ولن تهزم ) ، كم يوم سيحتاجه الارهابيون لاحتلال الأردن ؟؟؟ وكم ساعة لاحتلال السعودية ؟؟؟ ، حتى باريس كيف سيكون حالها في حال هاجمها خمسة آلاف ارهابي فقط ؟؟؟ [ تبصروا يا أُولِ الألباب !!! ] .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مستنداً على ما تقدم فإنني أعتبر أن انتصار سورية ، ليس انتصاراً عسكرياً على القطعان المتوحشة من الارهابيين ، ومن خلفهم ومعهم من دول العدوان وعلى رأسها ( أمريكا ، واسرائيل ، والرجعيات العربية ) فحسب ، بل سيكون أو يجب أن يكون انتصاراً ناجزاً على الفكر الديني السلفي الذي كان سلاح هذه الحرب ، والذي يخنق عقول المسلمين ، ويجعلها تعيش في غياهب التاريخ ، يقودها فقه زمن ( الناقة ، والغزو ، والسبي ) ، لتنطلق في رحاب العلم والمعرفة ، ولتتعامل مع المستقبل .