تختمر عصائر الجمال والنقاء في سريرتها . تهدي برقيها المحبة وتهدهد الوقت بصوتها وعذب كلماتها معها كان اللقاء جميلا ولها تفتح لها النفحات قلبها
إنها الشاعرة عليا عيسى
حاورها لنفحات القلم الزميل : فؤاد حسن حسن
/عليا..امرأة تكتب مسقط خطاها حروفا…وترسم خريطة جغرافية لأوجاع واحلام وهموم و قيود المرأة العربية السورية عموما …لكن بالحبر/
**ماذا يعني لك الشعر ؟
/الشعر :هو كائن لغوي ساحر،يسري بجسده التعبيري مشاعر وأحاسيس من كتبه؛فينبض حياة.
لا وجه واحد له، لأنه كائن المرايا، كل من ينظر له قارئا، يرى ما انعكس من روحه في اسقاطات تلك الكلمات، وكلّما كان صادقا، لامس جمر الحبر روح ذاك القارئ، فإما تنهّد طربا، وإما تنهّد وجعا./
** كيف ترين القصيدةعند كتابتها،بعد كتابتها ،أو بعد مرور فترة عليها؟
/القصيدة عند كتابتها كالطّفل الرّضيع نكون الأسعد برؤية وجهه الغضّ النّور.
بعد كتابتها، نراها كالشّاب اليافع تضجّ حياة ومراهقة وثورة. لكن تحتاج بعد عنصر الحكمة و الثّقل الفعليّ.
بعد مرور فترة على كتابتها، تكون الأنضج والأشدّ تبلورا وملامسة لمنطق القضية التي ولدت من أجلها، فتغدو طريقا.
وهذا هو عين المراد و رأس مال القصيدة./
** كيف ترين الوطن من خلال عليا عيسى ومادور المرأة في هذه الأزمة ؟
/الوطن: أمّ أعطت كلّ ماتملك لأولادها، لكن بعضهم كان عاقّا، فأنكرها، وساعد الغرباء على اغتصاب أحضانها، والبعض أدار ظهره لها.
والبعض بلسم جراحها بدمه وروحه و ماله وكل مايملك.
قاومت بعد أن أثخنت جراحا، وبمساعدة أبنائها البررة هؤلاء، وعادت تمسح دمها ودمهم وتحتضن العاقّ قبل البار.
المرأة السورية كانت هي آلهة الياسمين
و نسغ التراب الصامد خلال الأزمة، أثبتت أنها (سوريا الحقيقية) . المعطاءة الصّبورة الحكيمة المجاهدة الثّابتة والحاضنة و المسامحة .
فكانت خنجرا و درعا و خبزا و بلسما ، آيتها البيّنة الياسمين السمدي البيّاض ./
** ما هي مصادر الإلهام ل عليا عيسى ؟
/ المرء ابن حواسّه، أيّ موقف قد يطرق باب أحد الحواس، فتفتح لهالقريحة، ليَلِجَ لمَـلَكة الرّوح الواهبة، فيهزّها، فتنضح ماءها إبداعا.
هذا هو الملهم/
** هل تعتمدين شكلاً شعرياً واحدا؟
/أكتب النثر فقط، وأعبّر بطريقتي الخاصة.
التّعبير الرّوحي الشّعوري الّلغوي الفصيح المموسق طبيعيّا هو محور الكتابة الشّعرية.
يتلوّن بجوهر الكاتب، فتكون البصمة.
وعدا ذلك فهو استنساخ مع بعض تعديل ، وهذا يبهت مع الزمن، حتى تغدو ملامحه هباء.
فلكلّ امرء بصمته، والتّقليد قاتل كلّ ابداع./
** هل هناك طقوس معينة للكتابة لديك ؟
/الكتابة هي من تصنع طقوسها، وتستدعيك،
نبيّة وأنت المريد، فتمتثل وتؤمّن لها كهفها المناسب والأمثل ليتننزّل بتمام هالة قدسيّته الوحيّ البوح./
**: ماهي طموحاتك ؟
/أن اترك حرفا ذا صلة روحيّة، فيكون جسرا بين روحي و روح من يقرأه./
وما مشاريعك الأدبية الحالية ؟
/لا مشاريع حاليّة، في ظلّ ّ الظروف الرّاهنة القلقة، والغير متّزنة الموازين.
أتّكل على القادم فهو من يخبّئ في جعبته مشاريع الغد، واتمناه مشرقا./
** : شاركتي في عدة مهرجانات أدبية في جميع المحافظات السورية ،هل وجدت أهتماما بالأدب من قبل المثقفين السوريين أم أصبح دون المستوى؟
/ما فعلته الحرب، كافٍ لتدهور الوضع العام لأي بلاد مهما كانت هرما، وبما أنّ الثّقافة ركن اساسيّ ، فقد أصابته الكوارث كما غيره، نسأل الله أن تتعافى بلادنا، وتعود قطاعات النهوض معنويا وفعليّا كافة لرفع مستوى حضارتنا، للوضع السّوي.
فسوريا عبر التاريخ كان أما لمهود الحضارات الإنسانيّة./
** الكلمة الأخيرة التي توجهها عليا عيسى للقراء؟
/بلدنا يستحق منّا أن نقف بجانبه، بكلّ ما نملك من معطيات، وإمكانيّات مهما كانت بسيطة.
لا تبخسوا سوريا حقّها، في منجزات شخصيّة او جماعيّة تعيد لها عافيتها، وترفعها لإنشاء منجز حضاري ذي بصمة فاعلة.
بكم سوريا عظيمة./
هذا نص كتبته تجلّت فيه طعنات الحرب في جسد الكلمات
#سقيا_القيامة
ـــــــــــــــــــــــــ
علياعيسى
يومَ … صَالبْنا نبوءةَ الضوء
في جُمعِ تَناهُشِ الأصوات .
ضمرَ الماءُ الإلهُ بوجه الطريق .
يومَ ..
تخَامَرْنا عَفَناً أرغفةَ حقّ فاسدةٍ .
رَمَتها أيدي مُجحفين ،
بإدامةِ الله على مقابرِ جائعين .
(في عطشي يسقونني خلّا) (1)
تأوّهَ .. مُدَمّا الحقلُ الصّليب،
حين باغتَتهُ رمالُ الضلالِ العارية .
تفترسُ أثداء الفرات الجليل .
عابثةً…. تبصقُ حليبَ السنابلِ،
فوق عورةِ التبرير.
هكذا…
واطأ النُّوَّمَ العتمَ على درب الجمجمة (2)
ليفحَّ حانثاً أزيزَ السعير .
فزعافُ الشبقِ خشخاشٌ ،
تنادمهُ غلمانُ السلاطينِ .
وماجَ الدّمُّ بالدّمِّ !
حتّى تلوّت فاَغرةً القبورُ ثُكلها .
زعقَ التّوتُ يستجدي في جسدٍ النواعير ،
لتتهاوى العزّةُ في قلاع بعل (3)
كبيادقِ أراجيفٍ على ذمّةِ أفيونِ التّكبير.
آااااه …
كم بكى أبي …. يردمُ قبوراً طوَتْ بنيهِ ! واحسرتاه …. يا آخر نسلِ النبيّين ،
قد انتصَبَ اليباسُ فحلا .
و استمنى آسِنَ الهواجس،
في سدرةِ الأناشيد .
أحقاً ..!
لا شفاعة لبكارةِ إعجازِ ( ألم) (4)
إن استشاطتْ غريزة الليل ..
تطمسُ قناديلَ التأويل .
آااه..
بنيَّ يا أرواح إيبلا : (5)
سافحتمُ هلوساتِ ربيعٍ ماجِن .
ها قد سبى العصاة ماري . (6)
مِن مَخدَع الجبارِ سومر ،
و بين فخذيّ الرافدين …
تَقارَعوا كؤوسها مجازر .
تناوبوا هتكَ الزيتون على منشار الضمائر .
أما كفى !…
تتساحتون تحت عرش التأليه .
إلى أنْ طمى الكوثرُ نفطاً ،
فناحت زبانيةُ المعاجز .
الآن …
قد قامَ الآن أيوبَ .
حقا …
واستوى صُبحا دمُ يسوع،
يحملُ أوارَ الخراب عن الضالين .
الآن …
حمائمُ مريمَ تتهادلُ مزاميرا،
بقباب زهراءٍ بتول .
وصحفُ شقائقِ النعمان،
ِ تحجُّ للسلامِ نشورا .
ثمَّ تؤذّنُ للنسغ فيروي شحوب قاسيون .
الآن …
تبرعمَ جمرُ الدّمع أراجيحاً ،
فوقَ أرصفةِ الرجوع .
ذي ستائر الشّام ،
قد زركشها بَرَدَى … بحنّاءِ عاصٍ عنيد .
ويدُ أمي ….
ما زالتْ تعلّقُ نجيعَ الحسين،
سراجاً للأقصى الشهيد.
وفي النهاية كل الشكر لنفحات القلم وللإعلامية الأديبة منيرة أحمد والإعلامي والشاعر فؤاد حسن حسن ولكل احبتي ٱلأعزاء