منيرة أحمد – نفحات القلم
معهد بداية طموح بالتعاون مع شركة موزاييك للإكساء والديكور وبرعاية إعلامية حصرية لموقعنا نفحات القلم يقيم مسابقات أدبية في مختلف الأجناس الأدبية ونحن بدورنا نقوم بتوثيق الأنتاجات الفائزة و نبارك للفائزين الثلاثة الأوائل والذين سيتم تكريمهم غدا في مقر معهد (( بداية طموح ))ضمن ندوة ثقافية
الفائز الأول نتيجة التصويت بعدد لايكات( 1325)#محمد_رجب
العريس
لقد تجاوزت الثلاثين وقد آن الأوان لكي تتزوج
بهذه الكلمات بدأت جدتي المحادثة
تحتاج من ترتب لك
لكني أتقن ترتيب سريري
هكذا قاطعتها
ابتسمت بحكمة وأردفت
حياتك وليس سريرك
تلزمك أم تحنو عليك
وطفل تقص عليه الحكايا
وحبيبة تجيد التقيبل بألف فم
ابتسامة ألق في الصباح
رقة عند المساء
لكني لم أتزوج من قبل
فكيف سأقوم بذلك ؟؟؟!!!!
لأول مرة في حياتي أراها تبتسم بخبث وسخرية
إنك تربكيني يا جدتي أرجوك ….
أجهل تماما كيف أتصرف معها؟؟؟
همهمت هذا الأبله لا يعلم شيئا
ما رأيك بفلانة؟؟؟
استعدت رباطة جأشي وأجبت
إنها جيدة لكنها
ليست جميلة بما يكفي لإثارة انتباهي
ضحكت كطفلة
ولا زلت أحتار دافعها لتلك الضحكة
انزويت في غرفتي وقد فر النوم منها
كأن الشيطان سرقه حين غرة
طوال خمسة أيام كانت الكوابيس
مؤنسي الوحيد
استيقظت على صوت أجش
إنها أنا زوجتك انهض
كان وجهها كفرخ البط
آه كم خشيت أن أبوح لجدتي أني أخشاه أكثر من مبادئ النقد القديم
التفت إلى الجهة المقابلة من السرير
فرأيت زوجة أخرى وفجأة صار سريري الصغير مزدوجا
فاقتربت وجلست بجانبي
كان تصرفها فجا وغريبا
وهتفت زوجة ثالثة يجب أن تتم نصف دينك
لكن نصفه الأول مفقود لدي
أما الرابعة فأصدرت فرمانا
بخلع الجوارب في السرير
وسابعة صادرت أنثاي الوحيدة
فرمت علبة سجائري وهي تقول من غير المحتشم أن تشارك سريرك أي أنثى خلا زوجتك
فياللزوجات اللعينات كيف عبثن بممتلكاتي
ألهذا تتزوجون؟؟
بالله أخبروني أين السعادة ؟
إنه حقا غش الزوجية وليس عشه
إن الآباء ينجبون الأولاد كما يريدون
ويقررون مستقبلهم وحياتهم بل وربما ماضيهم وموتهم
بالله عليكم اتركونا في برزخ الأرواح
أو أخبرونا لماذا تتزوجون؟؟!!
علنا ندرك أنحن عاقون؟
أم أنتم مذنبون؟؟
الفائزة بالمرتبة الثانية نتيجة التصويت بعدد لايكات ( 1314) #صديقةصديق علي
للمسابقة
الباب
اعترضت بشدّة ،مع علمها أن اعتراضها لن يغيّر من قراره شيئا. هي تعرفه حين يصمّم على أمر معين .
توقعت منه أن يبيع كلّ شيء إلا الباب.
– هل يوجد عاقل في الدنيا يبيع باب بيته .
(من حقّها أن يناقشها بما انها زوجته )قال في نفسه (لاسيما أنّها هي من ابتاعت الباب علّها تقتنع وتخفّف من حدّة غضبها). لكنّه لم يهدّئ من حدة صوته كي لايخسر معركته معها فصاح بها :
-وما حاجتنا للباب . هل ترين هذه الخرابة التي نعيش فيها تستحق بابا خشبيّا .
أكثر ما كان يعقد لسانها، ويثير غضبها ، حين تضطر للسّجال معه بالبديهات …
اخذت تدور حول نفسها ،وتكلّم اشخاصاً غير موجودين( تعالوا اسمعوا يقول ما حاجتنا للباب.)
كيف ساشرح لك فوائد باب البيت، وأنت عقلك لا يتجاوز التفكير بشراء ما بعته، وبيع ماتشتريه ،غدا ستبيع الفراش انت مهووس بالبيع.
أجاب بابتسامة حاول ان يبثها مع نظرات حانية
_لا يا زوجتي الحبيبة، اعرف ماحاجتنا للفراش، و نحن ننام على السطح أغلب ليالينا فمن غير الممكن ان ننصب باباً يصل إلى السّماء، ثم أنني سأصنع باباً من الصفيح، وسيعجبك كثيرا ،
شعرت و كأن طبولاً تدقُّ برأسها، ستعود لباب الصفيح وضجيجه .
مضى إلى عمله وحاول أن يبدع بتصميمه قال بأنه سيترك فراغا بين طبقتين من الصفيح سيعطيه متانة ويعزله عن الخارج . ( الفراغ يمنح الأشياء متانة كالنفوس .وقد أحشوه بالفلين فالفلين قد يمتص الصدمات).
وأخذ يدقُّ الصفيح وهي تضع القطن بأذنيها كي لا تنهار أعصابها.
تعبت من ترحالها المستمر وماإن شعرت بأمان خلف باب خشبيّ يشبه ذلك الباب الّذي تركته مشرعاً على الدمار والدماء حتى هدأت روحها من فوران القلق كيف تستطيع ان تفهم هذا الزوج الأرعن مشاعرها تجاه الباب كم حلمت أن يغلق عليهما باب وكم رسمت أحلاماً بأقدام عارية تبدأ من عتبة الباب.
وكم أثارت فضولها القصص التي وشى بها باب مفتوح، والقصص الموؤودة خلف باب مغلق .
بنفس الغصّة التي ودّعت بها خاتم الزواج لتشتري باباً يستر فقرهما، ودّعت الباب الحلم، لكنّها استسلمت، و قررت أن تتأقلم مع باب الضجة هذا، بل عليها ان تصمّ أذنيها عمّا لا تستطيع اسكاته .
لكن قرقعة أقدامهم الهائجة فوق بقايا الصفيح المتناثرة أمام الباب كانت أكبر من أن تتجاهلها .بل كانت إنذاراً مرعباً ،جعلهما يقفزان من نافذة مهترئة مطلة على الوادي وهكذا نجيا من براثن وحوش الإرهاب وكلّما اقتربا من عمق الوادي كلّما ازداد شعورهما بالأمان بالقرب من نباح الكلاب البرية التي تتعالى مع أزيز الرصاص الّذي يلاحقهما من بيتهما و يستهدف دروبا ظنَّ الأرهابيون أنّهما سلكاها ،لكن هذا الدرب لم يكن معروفاً إلا لسلال العنب ،ولها ولجدّها،جدُّها الّذي أورثها هذا البيت، و ماتخيّلت يوماً يأتي وتقبل العيش فيه، فالحرب جعلته قصراً منيفاً في زمن التشرّد .
ومع الفجر كان الجرف يتناقص بصعودهما إلى القرية المقابلة، و انتظرا شروق الشّمس بحفرة أعدّت لاثنين امتزج دمعهما، وخوفهما، وتجمعت اشواك الدرب بأقدامهما، ومع ذلك همس لها (ممتنّ أنا لباب الصفيح الذي لم يعجبك) .رمقته بنظرة لائمة وهمست بصوتها المخنوق هذا ليس وقت إعلان انتصار فكرتك ،فنحن خسرنا البيت، والأمان ،وحتى الباب وأنت تشعر بالانتصار حقاً نحن شعب يصنع من هزائمه اكذوبة للنصر ).
أغضبه ردّها لكنّّه لم يتعلّم بعد أن يخفض صوته بحالات الغضب، لذلك آثر عدم الرد . عليه أن يفكّر كيف سيتجاوز تظاهرات متوقعة في قرية كانت ترسل هتافاتها المستفزّة إليهما كلّ صباح .
تأملت وجه زوجها بنظرة فيها من الريبة، والشّك وهي تحاول ان تقرأ أفكاره (ماذا سيبيع زوجي كي يتجاوز مانحن قادمون عليه …)همّت بسؤاله، لكنّها خافت أن تذكّره بما تخشاه، فهي الآن كلّ ما يملكه .
الفائزة نتيجة قرار لجنة التحكيم #ليلاس_زليخة
لازلت أذكر تلك اللحظة..
أمام مبنى البريد في مدينتي…
ربت على كتفي بلطف.. فأدرت نظري نحوه..
وإذ أنا أمام مسن رُسمت على جبينه خطوط الزمن..وأكل المشيب من أطراف شعره..
نظر إلي باستعطاف..
وهوي ينحني فوق عكازه البنية الملفوفة من أعلاها بقطعة قماش تحمي راحة كفه عند الإستناد..
ماذا تريد يا عماه؟؟
وضع سنده تحت إبطه قليلا..وحاول مرتجفا أن يصل إلى أعمق جيب في حلته..
أخرج صرة صغيرة الحجم ملفوفةبإحكام..معقودة عدة عقدات…
حاول مرارا فكها….
وأنا أنظر بتمعن إليه..ماذا يريد؟؟
لكنه..!
وقبل حصولي على الإجابة هوى أرضا من فرط تعبه وشدة وهنه..
حاولت جاهدة المساعدة لكن دون جدوى..
كان بحوزتي قليل من قطرات الماء في قارورة صغيرة..
وضعتها على وجهه المنهك الشاحب الممتلئ بتلافيف وأخاديد تحدد عمره في السبعينات..
فتح مقلتيه وقال:يابنتي بدي روح عالكراج
….
أعتقد أنه كان يقبض مرتبه الشهري من المصرف
فأتعبه الأنتظار..
مسك سنده مجددا وسرنا معا إلى الحافلة..
دار بيننا حديث مختصر
-من أين أنت ياعماه؟
-من قرية كذا
-عندك أولاد؟
ابتسم ابتسامة استهزاء وسخرية
..
مرت دقائق من الصمت وأنا أتساءل:
هل ياترى ابتسم بغصة الفاقد لأبنائه؟
لكن !!!!!!!
أين هم؟
هل بالفعل ليس لديه أولاد؟.
أم أنهم استشهدوا ؟
..
في تلك الأثناء كنا قد وصلنا إلى الكراج..
قريته قريبة من قريتي
سرنا معا
وقفنا بانتظار الباص..
فضولي الزائد دفعني للسؤال مجددا
-*عم أولادك متزوجين *؟؟؟؟
أجابني بطريقة مبهمة أثارت فضولي أكثر
قال:
-* والله ياعم عندي وماعندي اولاد*
-كيف؟
قبل أن ينطق….
وصل الباص..
كانت موسيقاه تخدش السمع بقوتها..
أحدث ضجيجا لفت انتباه الجميع..
والسائق!!!!
شامخ بلا شموخ..
طويل القامة..
ذو شعر متوسط الطول..يلف حول عنقه سلاسل فضية اللون..
وحول معصم يده أيضا..
أما زنده فقد طبع فوقه خربشات تشبه رسوم عبدة الشيطان..
وزنده الآخره مطبوعة
عليه حروف باللغة الأجنبية..
أعتقد أن عمره خمس وعشرون ومافوق..
اتجه نحونا بوجه عابس وخطوات مخيفة وصرخ بأعلى صوته..
-*شو جايبك لهون انت فهمني شو
روح اطلع مع فلان طالع عالضيعة…**
ورحل ليجمع الفتيات ويملأ حافلته…
وقفت مذهولة!!!!!!!
أتساءل؟؟؟
أي أحمق يجرؤ على التحدث مع مسن كاهل بتلك الطريقة الفزة؟؟
أثار غضبي بحماقته..
وأجبرني على شتمه أمام الرجل..
أذكر أنني قلت:
-*مين هالولد يلي مو متربا ببيت أهلو وشكلو مقرف*
حينها أخفض هذا الرجل رأسه ولمعت دمعة في مقلتيه..
ازداد رجفان يديه ،وحركة فمه عند التحدث وقال لي:
العتب عليي يابنتي أنا ماعرفت ربيه.
وسار باتجاه القافلة الأخرى ورحل…….
…