أخاديدُ جَدِيدَةٌ….. قصيد للشاعر محمد عبد العزيز شميس
يا كلَّ
الهُواةِ مِنَ الموهوبين
ها إنّ أفكاري لَزَمَتْ الصَّمتَ طويلاً
وصبرتْ على الجوع
بسنٍ ناضجٍ
وصوتٍ مخنوقْ
تحت طبقةٍ من الفلينْ
يا أيها الرجلُ الذي تركَ الفأسَ
في تلك الأزمنةِ التي كانت تنمو فيها
بذورٌ بين الشقوقْ
من واجِبكَ أن تُحبَّ الشتاءَ كما تُحبُّ الصيفَ
أن تدورَ في الفضاءِ عارضاً للشمسِ
ضئيلاً من الأسودِ المتسخِ بالسوقِ
هل اللبنُ والدمُّ سيانِ؟
أجلساك على دمى المسفوحَ صعلوكا
يا أيها الرجلُ الذي اعتقد أن في القذارةِ
فنُّ الَوقايَة الصحيةْ
كُتِبَ للمرءِ آلا ينجوَ من عبوديةْ
لماذا لا تريدُ أن أراكَ
لأُزعِجكَ قليلاً
لكنْ لا بأسَ
سأكونُ لطيفاً
وأُزيحُ الوِعاءَ لِدُبّةٍ وفيّة
الكُتَّابُ يتصنْعون (التكشيرةَ) ليحَسَبهُمْ النَاسُ بؤساءً
غير أنى رجلٌ شقيِّ
ليفعلَ الناسُ ما يطيبُ لهم
ولأفعلَ ما يطيبُ لي أو ما أشاءُ
فكل شيء قد انتهى ولم أعدْ أحبُّ الصراحةَ
بفضلكم غَدَوْتُ شبيهاً بكم وقليلٌ من الاعترافِ يعطى شعوراً بالراحةِ
لا تنسوا أنى مجنونٌ
لست مجنونا وحَسْبْ
بل أنا مجنونٌ أيضا
فأعظم هِبَةٍ تقدمونها لمتعتي
سعادتي
هي أن لا أعطيكم ما تحبون
ولا تشتهون
أقتلكم ثم أخلقكم لنفسي من جديد
كي تشعروا أن عذابي لم يذهبْ سُدَى
وأنكم موهوبون
إن في جبيني أخاديدَ جديدةٌ
ولما اطلعتُ على أسرارها
طالبتُ بلهجةِ الجلادين
ضعوا لها المساحيقَ
وارفعوا بطونكم الخاويةَ إلى السماءِ
الاعتذار لا يغادرُ المكان
بمغادرة المدعوين
الاعتذارُ كالفتيانْ
وجهٌ مزدانٌ بشاربين جميلين
حَسَبَ الزىِّ الرائجُ لهَذا الزمانْ
يا عزيزتي إنَّكِ تعانين
امرأة تخلت عنك كالخطوطِ المرسومةِ
طفلة تصرخُ لا ………..مَنْ ماتَ
لتتخلّصَ من أحلامها
وإنْ لم تكنْ تَركتْ ذكرَياتْ
قد ذهبت وأنتِ مفتقرةٌ لهذه الذكرياتْ
ما ألطفِ الخيانةَ وأحلاها بعد كبتٍ طويلُ حين ترقصُ في السماءِ كذراتِ الغبار
مهما أوغلتْ بعيداً في صمتٍ بهيمٍ
أُنذرها ثلاث مرات وصديقتي مذنبة ثلاث مرات
الذّنْبُ ذَنبُ أبى الذي لا يُطاقْ
أهذا أنت يا أبى.!
ماذا تريدُ؟ لا تجزعي
اتبعيني
استيقظت طيبتي
خبرني باختصار .عن ساعةٍ رفيقةٍ
و مخرج ٍ للفرار
الباريسيون
لا يحبون إلا النساءَ المبالغاتِ التصنع ِ المصريون والعربُ
أنظرْ
ماذا؟
ألا ترى
ما أروع هذا الجمال
تكتفي بتنسيق حاجبيها
بأصابعَ مبلولةٍ
بتلميع شفتيها بلسانها متدثرةً بثوبٍ قديمْ
قبلَ الرَّتّقِ من جوربها
لا تَصُمَّ أذنيكَ
ضعْ قدميها
مِن شفتيك
المتظرفات
على ضوءِ الصَّراحَةِ
لا تخشَ
الماءَ الباردَ .الدَّمَ البارد
كما تَحبُّ أروح الموتى
في نظرةِ الأحداقِ