ليلى منير أورفه لي
مقولة قرأتها ” ضع الضفدع في مقعد من ذهب ستجده يقفز إلى المستنقع”، أعجبتني لحكمتها، فوضعتها حالة على هاتفي المحمول، قرأها العديد من الأصدقاء منهم من علّق ممازحاً، ومنهم من استحسن المقولة وأيّدها واستفاض بالتحليل والوصف، وأحدهم رسمها كريكاتوراً، ومنهم من مرّ عليها بصمت، إلّا واحداً… وقد كان الأقرب إلى قلبي… جاءني لائماً معاتباً وغاضباً بعض الشيء متسائلاً: ” ماذا تقصدين بهذا الكلام ألأني غبت عنك مرغماً تصفينني بالضفدع؟!!!” صُدمتُ لعتابه ودُهشتُ، ودهشتي كانت لأنه الوحيد الذي وصف نفسه بالضفدع وشعر بأنه المقصود بالمقولة، قلت له، مستغربةَ أن هذا الوصف أثار حفيظته، : ” أنت الأقرب إلى قلبي ولا تعرف من أنا، ولا تعرف أنَّ عزة نفسي واعتدادي بذاتي لا يسمحان لي بمصادقة هذا النوع من البشر؟ كيف تصف نفسك بالضفدع!! ومأخوذة بسحر شفتيه، أضفت ممازحة لعلّك ضفدعاً من ذهب. ”
صديقي هذا حين قفز من قلبي بعد ذلك، لم يعد إلى البحيرة الجميلة التي جاء منها، بل قفز إلى مستنقعٍ ضحلٍ.
مازال قلبي مقعداً من ذهب، وما زلت لا أصدق أنه ضفدعاً، ولا أصدّق أن عقلي خدعني فرأيته فرساً أصيلاً.
بقلم ليلى أورفلي