شعر: د. يوسف حطيني
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وفيما يرى الحالمون اليتامى
رأيتُ بلاداً من الميرميةِ
تمتدّ من حُلُمي المستحيلِْ
إلى نبض سنبلةٍ في الجليلْ
أمام عيوني تمتدّ خضراءَ خضراءَ
أمشي فتمشي المسافات
تمشي القلوب الشريدةُ
والأمهات الثكالى
وتمشي معي غزّةٌ والخليلْ
فجأةً..
في اخضرار المدى
رنّ رجعُ الصدى
تلفتُّ من وجع السحر
من وجع الوهم
نحو اليقينْ
تلفّتُ..
لا شيء إلا قفصْ
كأنّ فؤادي رقصْ
تحريّت ما فيه..
حزن ثقيلْ
وعينان ترتسمان على ظل هذا السهادِ..
تذكرت زيتونة بلادي…
رأيت الغزالةَ..
ظل الغزالةِ..
بين الجراح وبين الضمادِ
سمعت صدى صوتها:
كان عذباً ينادي
“يمّا مويل الهوى.. يمّا مواليا
ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيّا”
صداها الحزين ترّجعه المسافات
تحكي أنينه..
فمن للحقول البعيدةِ
من للعيون الحزينهْ
مشيت إليها..
مشى قلبيَ المرتعدْ
مشى النهرُ والكائناتُ
ودمعُ اليتامى
مشى جبلُ النارِ
لكنّها تبتعدْ
* * *
ذهبتُ لأسألَ عرّافةَ النهرِ عن نصفِ قرنٍ
من الأمنياتِ العجافْ
وضعتُ على رأسها وردةً
من عبير الفصول..
فقالت:
ستركضُ سبعاً وتحلمُ سبعاً
لتحظى بماء البحيرةِ
تروي الغزالة من مائها الحرّ
تطردُ ظلّ الجفافْ
وتدهن سرّتها بالبنفسجِ
تزرع قبلتكَ الحالمهْ
على ثغر وردتك النائمهْ
وبعدئذٍ سيحين القطافْ
* * *
وفيما يرى الحالمون اليتامى
رأيتُ بنفسجة في الجليلْ
رأيت ضفائرها الحائرات
تزور بريدي صباحاً
وتمضي
إلى حلمٍ غارقٍ في الهديلْ..
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ. د يوسف حطيني _ دمشق