منير محمد العمري
إلى بابك العلويّ طَرْقاتُ سافِلَةْ
تقود جنونا كالحشود المقاتِلَةْ
تقود وتفنى، كلما جنّ طرقُها
فتحتَ له وجهَ الرّدى كي ينازله
جُمُوحًا كأسرابِ الحماماتِ تقتدي
وتطلَعُ صَوبَ البابِ مِليونُ نازلة
إذا ما انتهى حشد توفاك غيرهـ
فلا خير في وجهٍ يرى فيك قاتله
إلى بابك استنّ المنادون فرضهم
يُصَلّونَ حتى تصبحَ الشمس ذابلة
يَصُومونَ عن نَيل الرّزايا تيمّنا
بنشوانَ ما أبهى وأزهى نوائله!!
ونادت عيونُ الناسِ أشهادها لكي
تُشاهدَ من تلك الضفافِ المقابلة
وأنت بلا مَعناكَ أرديتَ أوجها
فمن أيّ بابٍ سوف تجتاحُ وابله؟
سُيُوفُكَ تَروي للوداعات عودةً
حُروفُكَ تَلوي الشعرَ حتى تُقابلَه
تُحاولُ إعراضا لإنجاح جهله
محاولة المجهول بالطبع فاشلة
وتبسُط نحو الماء كفيك كالذي
مخارجه بالضبط كانت مداخله
يشق ويشقى مرةً تلو مرةٍ
ليرويَ صحراءً تُعرّي أنامله
يقول:” هنيئا ” حين يَنعيه حظّه،
وفي جوفه الخيبات باللعن قائلة
هناك كـ راياتِ الأسى كَفُّ سائلٍ
تمانع تلويحا، وكفٌّ مواصلة
فلا جاوبت كفّاهُـ سُؤلَ احتمالِهِ
ولا كان لمّا اسّاقطَ السُّؤلُ حامِلَه
وأعجَبُ من حِملٍ يَعي الثُّقل حاملٌ
ثقيلٌ، فما أعيى الأكفَّ المناولة!!
يقول الحواريونَ عني: “متيمٌ
بأقيالِهِ يبدو يتيمَ العباهلة”
أنا جذوة الحرف الذي مات شاعرًا
وما ماتتِ الآياتُ تُذكِيهِ داخله
وتنشر صوت الحب من سلسبيله
معينًا بهذا الكون يُنهي زوامله
ويا أغنياتي بحّ مأتاكِ، فالحقي
بكلّ أخيرٍ واستردّي أوائله
نفتْكِ مغاراتُ النّوى لاسودادِها،
فماذا بغيمات الفنا أنتِ عاملة!؟
منير محمد العمري
#لوحدهـ_يجاري_معه