فاضل العبدالله : كافييه نبض
( 1 )
أنظر إلينا أيها الرب ..
نحن في حافلة الرافدين ، وثلاثة قديسين يقودوننا إلى بر الحب .. مع فارق الأسى والاحترام المنهك بتأثيث أعشاش الطير العابر للريش .
للتو .. هاا .
فرت من مستنقعات قلبي أسراب القطا رفا رفا وكأنها غيوم تجدلت
ضفائرا للبادية الذاهبة نحو آخر عطشها ..
من بعيد .. بعيد البعيد الذي يخلو من بصيرة الحدآن المنقضة على العماء .. لاحت قطعان المعاني تجتر انكسارات بلاد مابين النهرين ..
ضياغم القرباط الباحثين عن ملحمة الأصل ..
أكدوا أن سر الخلود يكمن في البحث عن ملحمة الكمأ .
أنا من فصيلة الكمئيات ، والناجي الوحيد من نهر الخابور المنحدر من العراء ، والتائه في سنابل القمح المحترقة ، والمحلوج في قطن عالي الصوت ..
هجمت بكل ما أحمل من تراب على بحر أبيض أكلت زرقته سمرتي .
أنظر إلينا أيها الرب ..
كيف نأكل الدروب المرتدية طقم سفاري ، هاربان من ضجة الحياة والفشل العروبي الذريع في الدخول إلى جهات الجغرافيا المتعبة القلب .
نسرق من القمر إضاءة خافتة ..
نتلصص بقلق الضوء المنكسر على مرايا الروح .
نبحث عن مكان له شيمة الاحتواء النادر .. لنبوح بعناقيد الشغف المخزنة منذ الأزل الثاني بعد الزفير اليتيم للتراب الفالت من يد الإله .
بداية …
نتعثر في الدخول إلى بهو الكافييه بجرأة السفان الراسي .
ولاحقا …
نعصر ذكرياتنا حديثا ممتعا ليتحول سلاف اللهفة إلى كائن له ملامح الأسطورة .
لا نعير الوقت اهتماما ، الساعة تمد عقاربها ، تلسع الوقت مرارا وتكرارا حتى تموت من الضبط .
أرواحنا منهكة ..
البحر إلى الجوار يلطم ، يقرقع المتة ، وينظم إليه زبده بصوت كاظم الساهر يصدح من حنجرة فندق
” الشاهين ” .
تمر اللحظات سريعة ، واللقاء يمضي سهما في الكافيهات المرصوفة على شارع أثمر أفروديت وحكايا آخر الليل .
( 2 )
داهمتني لحظات أشبه بغمزة في مرحلة البلوغ ، أو إغواء نمش لا يعيرني اهتماما ..
تفاصيل صغيرة جدا مرت مثل دم سفك على قارعة مبعوثيين دوليين . فتجمد الذوق بنكهة نعناعة حادة غب ارتطام الشوق وتشابك الأصابع المتوجهة نحو حتفها ..
قالت نعناعة لعصير التوت المثلج :
شربت بطريقة تعيد للفاكهة عقلها النباتي المهدرج .
فرد التوت نازفا :
ااسرد كيف ذاب النعناع من الوجد .
لا أدري اأنا في كافييه يزداد نبضا ام في معبد الاوركيد الذي دشنه خيالي ذات جوع ، والسادة العوام يتناولون بوظة ” السنيورة ” بمنتهى الرواق .. ما يجعل للبؤساء أجنحة يطيرون بها سعداء إلى مثواهم الخالد .
رباه أهكذا يكون العشق .
كأنها خرجت من حكايا ألف ليلة وليلة .. أميرة طرية بليونة وحلاوة المارشيميلو .. خدها سنبلة جزيرة ” 17 ” طري ، وريان خير ونعمة وذهب .
علمتني ان قبلة التقديس بيدر .. يحصده باطن الكف حينما تتحول الشفة إلى منجل .
ذلك الطقس الحسن النشويات أو الرديء المنبت او الممطر او المعتدل بعد البندقة او البارد برودة الغرانيت المخنث او الحار مثل حمية انقرضت إلا من فهر قلع من سلالة الفيروز الذكر ، ورمته قظية عصية على الفهم في انتفاضة ظهر أطفالها على وسائل التصوير مثل كباش عوسية ترعى حشيش قوم من الأزد يجهلون تعاليم الوحل . فاضل العبدالله – الحسكة