الجزء / ٨ /.. بيني وبين ذاك الظل
بار مهمل قلبك دون الحب ..وحلاج الفراغ يقول لك بعد تنهيدة. طويلة الأنفاس…
تعج وحدك في عناكب تأخذ قيلولتها العارية الفطرة..مشاعرك مدفأة عجوز لكل حطب النبضات اليابسة الحس..بقعة جرداء للعزاء شرايين دمك. بصرك لم تروضه إلا دمعات نارية ..وأبخرة من شظايا اللهفة..وعمرك كالأعمى يحمل عكازا يطارد خيال الحياة..
بذرة عقيمة أنت تفتش عن ذاتك المهزومة .هل تكفي زهور المجاملة أو الابتسامة حتى ترتق حقل حضورك.؟.
سيل المرارة عطشك المسافر عن تربة العطاء. حدودك قبر مجهول جانب رجم صخري ..وعش فرحك خاوي من تغريدة يزفها فوقك طير الأماني..
وجودك ..حتى وجودنا خطأ فوق محيط الحياة الغاضب الموج . لكل مخلوق آدمي مركبه الخاص به له سمته وصفاته ..ربما نلتقي مع مركب آخر في لحظة ونمشي في ذات السمت ..هل يعني ذلك صداقة ؟. بالطبع لا ..لا…فالقراق حتمي بيننا…يا صاحبي غرباء نحن ..نولد ونموت هكذا بلا خلود.
هنا الدرك الأسفل يدغدغ قواك المكبلة في أصفاد الوهم وفي داء التفاهة الفوضوي السرطان..والخريف المبتسم رؤاك التي تحرس نزيف طينك المجبول بالدم والدموع
تبدو حالك كتأويل الهزيمة لحظة السقوط في قاع الهاوية..
الفشل فصل في غير أوانه يهبط كزهرة من حنظل إلى طريقنا..لكنه ليس نهاية الطريق ..هو يضعنا على نزيف داخلي في فكرنا لم نحس به توالد من سفاح في غفلة للحياء.
كلاب شاردة ضآلة تتواعد في بحر الوحشة ..لا دهشة تطاول عويلها عن شرنقة ظلك المتكور في زاوية عنصرية الضوء.. ضجيج الخيبة يعلو ويهبط فوق صدرك بمعركة بين متخادلين متنافرين في عشق الحياة….مؤلم شنقك في ساحة هامشية بلا قضية.
كل ما حولك مستنقع آسن من الزور والزبد.
محاصر بين المحال والمستحيل ..ويد الجهات حبلى بالشلل.
.هل تغرق مثل أبله فيه ؟.. ربما العزلة وطن النجاة فهي كجذع من مطرالحظ يلوح بالمناديل نحو مرسى الشروق..
للأسف أقول لك ليس لأبواب السعادة مفاتيح .هي العنصر الغامض وراء كثيب تلعب به ريح القدر.. السعادة كفريسة يا صاحبي لكل جائع في هذه الحياة .نموت ونحن نحلم في صورتها القدسية ..يا للعجب ربما تكون بين أيدينا لكنها تتملص هاربة كالرمل بين الأصابع..
الغباء المتراكم يمسي طاقة للنفس الزاهدة.مع طوفان الفقدان المتتالي لكل رغبة .هنا التحرر الأمثل من ناب الحياة الموجعة…أعرف لماذا دهشتك من هذا الراي و ابتساماتك الصفراء ؟. هل تظن هذا هذيان ..لا ..نعم هو خارج منطق الإنسان الطبيعي…لكنه يبدو حلا ..
حدقت بذاك الظل المتدلي كشبح بجانبي.
وكأنني غير مصدق هل يمكن أن ينطق بهذا الكلام الحكيم ظلي ؟.