نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الشغف، الموهبة، اللغة العربية السليمة، هي مجموعة من الأسس التي ينطلق منها العاشق لمهنة الصحافة بشكل خاص والإعلام بعموميته.
لكن ما نراه ونقرأه ونستمتع إليه لا يمت لهذا الموضوع بصلة، بلدنا الحبيب سورية أصبحت اليوم بمثابة الحاضن للمليون إعلامي والمليون أديب، وليتنا نرى المبدعين في بلد خرجت الأعظم منهم عبر التاريخ.
ببعض الدراسة لتاريخ المهنة عربياً نجد أن مصر هي الحاضن لها ولكن بالأيدي السورية، وأمسى اليوم تلوثاً بصرياً لا مناص من التعرض له.
العام 2023 يشهد على فترة موحلة لمهنتنا وكأن البلاد قد خلت من المثقفين الحقيقين، فالإذاعات طورت من أدائها وأصبحت تستقبل التسجيلات الصوتية من خلال تطبيق “الواتساب” ولكن بقمة التفاهة، وتقتصر مهمة المذيع هنا على طرح أفكار لا فائدة منها والسخرية من التسجيل المرسل، ويساعده المخرج الفذ الذي يقوم بتشغيل الموسيقى المضحكة وكأن الأفكار انتهت.
أما الصحافة المكتوبة التي تبكي حزناً على حالها لأن الأخطاء اللغوية والإملائية كبيرة لدرجة توحي للملتقي أن الكاتب يستحيل تلقيه لدروس اللغة سابقاً ولغته الأم لا يمكن أن تكون هي التي يكتب بها.
ويندرج تحت ذلك مجموعة من الأسئلة كيف ينتقي المسؤولون عن الوسائل الإعلامية موظفيهم؟ لن أتحدث عن الفيتامين الأشهر فما من فائدة مالية من المهنة، والشهرة بحاجة لمقومات غير التي ذكرت تختص بشكل الفساتين وماذا تكشف من الجسد والذكور بحاجة إلى لون معين لعيونهم وكذلك لون خاص لشعرهم حتى يتم كسب المشاهدات.
المقارنة مع الإعلام العربي مقارنة سيئة جداً لأن الإعلامي المحلي يتفوق على نظيره بأي دولة، وبالتأكيد أتحدث هنا عن الإعلامي الحقيقي وليس الموجود اليوم بالأغلب، ولكن دون رعاية أو اهتمام حقيقي، منتظراً مارداً سحرياً يحقق له أحلامه البسيطة، أو على الأقل راتب يكفيه ودعم لموهبته.