الربع ساعة الأخيرة

نص

تتساقط الهياكل في الهجيع

فاختر ضحاياك بلطف

واتل أرقام عشقك الساديّ

على ألواح وجعهم

فسحقاً لعشق لا تكتوي به النيران

إعبر قميص الخطايا

على مهلٍ

ترسمكَ الشخوص أيقونة وجع

لم ترتعد إلا من البرد

وترسمك الجدران ملاذ المسامير القديمة

هي لوحة..

أهزوجة..

عتابا القبور البعيدة

تلك الشامخة بصمودها

والصامدة بشموخها

أمام جوعك وجرعة البرد التي تنخر ماتبقى من عظام ترسم راية وجودك فوق أسوار القلعة النائمة

في قعر الخطيئة الحمقاء

تزاور عن صورة بلهاء في جواز سفر

مختون من رأس الإمام إلى أخمص تيبّس من الجُبن وماعرف شكلاً لقرع الطبول

سوى طبول المعدة الجوفاء إلا من قيئ الكرامة

الربع ساعة الأخيرة

باتت علوجاً فانتظر ضحاياك

واسرجهم معلقة في دواوين البدو الرحل

هاذا أنا والربع ساعة الأخيرة

كيف ستلتهمني وقد نسيت أنفاسي

التي لم تعد تقوى على الصمود

أنفاسي هي قرابيني فهلا استعجلت الذبح

أيها المختون من رأس الإمام إلى أخمص تيبس من الجبن وماعرف شكلاً لقرع الطبول

هاذا أنا بجوعي أتقيئ من الجوع روحي

ولم تزل تثقل رأسي بهدير الموت

فيم حوارك

وخواري يدور حول المدفأة حيناً

وتسخين أبريق الماء حيناً آخر

يا آخر من سأتلوا عليه تراتيل حزني

القهوة لم تسخن بعد

وحبات البطاطا كأحجار قلعتك لم تعرف اللين

والبرد مازال يغلف الجدران

هيهات في ربع ساعة أمتطيك

نم..

نم أيها التعس

حتى تسمع اسمك في مكبر الصوت

رهينة لمن باعوك اجترارا.

محمد هاشم الآلوسي

2023/1/17