في ضوء الوثائق الأثرية
نفحات القلم \ منيرة أحمد
في المركز الثقافي العربي في جبلة وبحضور نوعي ألقت الدكتورة ريم صقر محاضرتها التي استهلتها بموجز عن موقع وتاريخ ممكلة ماري العظيمة وما قدمته تلك المملكة من ارث حضاري وشملت محاضرتها محورين أساسيين :
الأول : الجانب الحضاري للمملكة ( شبكات الري أنموذجا )
الثاني : نهاية المملكة واتي تشكل حالة جدلية وذلك من خلال ما وصل من نصوص تم اكتشافها والتأكد منها وتمت نهاية المملكة , على يد حمورابي البابلي بمساعدة أحد الحكام الذي كانت تربطه صلة قرابة بملك ماري .
كان اكتشاف المملكة كما ورد في الوثائق وما اوردته المحاضرة عن طريق المصادفة ( وهذا يذكرنا باكتشاف مدينة اوغاريت على يد فلاح )
فمملكة ماري اكتشفت حين كان السكان يبحثون عن حجر لزوم اكمال مراسم دفن احد المتوفين عام 1933 في منطقة تل الحريري التي تبعد 11 كم عن مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور إذ عثر السكان على جسم مقطوع الرأس وتم إبلاغ المندوب الفرنسي في تلك المنطقة الذي بدوره طلب البعثة الأثرية الفرنسية في الحال وحضر عالم الآثار اندري بارو صاحب مقولة ( لكل مواطن في العالم وطنان وطنه وسورية ) وكان ذلك بداية اكتشاف تلك المملكة الحضارية بكل ما حوت
.
كما افردت المحاضرة صقر محورا خاصا لقنوات وشبكات الري التي تم انشاؤها في المملكة بشكل منظم وحضاري ويستطيع تقديم ما يلزم للمملكة ويوفر حاجة السكان والمحاصيل الزراعية والتي كان اهمها القمح
وتطرقت المحاضرة لطبيعة المنطقة مناخيا والتي كانت تتعرض لعواصف تؤدي احيانا لتدمير الموسم .
كما تحدثت عن النظم الإدارية المتميزة والتي تشمل حالة حضارية فريدة من نوعها ضمن قصر ملكي يحتوي إضافة لجناح الملك غرف إدارية تنظم أمور المملكة الداخلية والخارجية .
ختمت د صقر محاضرتها بالحديث عن نهاية تلك المملكة على يد حمورابي البابلي حيث تم تدميرها وحرق محتويات القصر وما بقي من وثائق لم تستطع النيران اخفاءها تم نقلها لمتحف اللوفر \ فرنسا ونوهت إلى أن الكثير من الأحداث قبل نهاية المملكة لم يتم العثور على آية وثائق عنها .
في ختام المحاضرة شارك عدد من الحضور بمداخلات قيمة موجهين الشكر للمحاضرة لما قدمته مادة وأسلوبا