أدونيس حسن
من أيةِ جهةٍ نظرتَ إليها,, لا يتغيرُ شكلُها أو لونُها , عمقُها , ولا بُعدُها أو قربُها, ساكنةٌ في جميع أبعادها التي نعرفُ والتي لا نعرف, تُغيرُ وتُقلِبُ الأرضَ في أوقاتها وأمكنة كلماتها, وتفرضُ عليها فصولَ المطرِ وأنواعَ الشجرِ والأعشاب والأزهار والثمر, تأمرُ كلَّ القطع فيها أمراً ثابتاً ,,يتغيرُ بتغير الجهاتِ منها ..
الأرضُ الخصبةُ تستجيبُ من أخمصِ ترابِها إلى قمةِ هوائِها, وتلقي إلينا أجملَ ما عندها من سلامة الروح والنفس والعقل والجسد, أما الأقل خصوبة تتدرجُ طاعتُها على سلَّم طاقتِها حتَّى تصلَ العصيانَ, وسيلانَ الأمطار عن صخورها إلى صناديق معقمةٍ من الإنجاب..
والأرضُ تتحدثُ السماءَ بقدر ما ترى من قوةِ أصنافِها, فالقويةُ, أرضٌ شامخةٌ بقدرِ انحنائها لمن أرفعَ منها منزلةً , والضعيفةُ منحنيةٌ بقدر شموخها بوجه من هو أرفعُ منها…
تعالوا ننقلُ بعضَ التراب من الغنية إلى الفقيرة ,ونقترضُ بعضَ العمق من الغائرة إلى البارزة, ونفتحُ سواقي الماء من الرطبة إلى الجافة..
تصبحُ قصائد وقصص ولوحات السماء مقروءةً ومُدرَكة ومرئية بعين واحدة, فترضى وترسل أبابيلها تعصف بجدران التفاضل والتفاوت, و تبعث عرباتها تنقل عناصر الصراع إلى حلبات اللقاء والعناق , وتمسي الأرضُ الشقيقَ التوائمَ لها, ويتحول السيفُ إلى وردة والقلمُ إلى نورٍ وجنة,, لا مرورَ فيها لزمنٍ أو علامات الوقت.
12 أغسطس، 2013، الساعة 11:52 مساءً • دمشق، محافظة دمشق