فاديه عريج
لكلِّ الحالمينَ بالسّلام والموعودين بالفرح.. أكتب
أيها.. المتدثرُ بدهاليزِ العُتمةِ
أيها.. المُنزوي في أقبيةِ الوقت المُلتحي بالدّهاء
تعال واخلع عنك مُلاءات الضّباب.. هذه أرواحنا على موائد اللهفة تنتظرُ
ضع كفيك على أكتافنا وخذ بأيادي الضّعفاء والأبرياء وانثرْ ثلوجَ السخاء
كن وفيا للأنقياء النبلاء..
أيها الفرح أيها الشّقيُّ في هجرِك والغياب:
عُد إلينا على جناحي السلام.. نحن هنا
أوطاننا تنتظرُ قصائد الحنطة والمطر والغمام
لكلِّ الحالمين بالسّلام ِوالموعودين بالفرحِ:
املؤوا العامَ الجديدَ بالأمنياتِ لا تُطفِئوا ثورةَ الأملِ، كونوا لأحلامِكم لأرواحكم أوفياء، سيروا مع فرحِ الفصولِ وألوان العيد، افتحوا دفاترا جديدةً ودونوا في رأسِ الصّفحةِ حكمةَ اليوم المولود من فمِ الصّباح كل يوم .
أشعِلوا قناديلَ الأملِ في دهاليز الأيام، غنّوا كي يستيقظَ ويهدلَ على أسوارِكم الحمام؛ كي يزهرَ الياسمينُ في أرضِ السلام..
اهتفوا لفرح تشتاقونه هناك.. لظلِ سنديانةٍ تحرسُ الجبلَ والوادي وتُبشرُ حقولَ الحنطةِ بالغمام، لياسمينٍ ينذرُ نفسه سياجاً لمدنِ السلام؛ لزهرٍ يتلو تسابيحَ الفجرِ على الإنسانيةِ والإنسان… لأكاليلَ الغارِ تتلو سورةَ المجدِ على أرواحِ الشهداء..
غنّوا لوطنٍ يصنعُ الانتصار على مّر العصورِ والأيام..
غنوا للمحبة للطفولةِ البريئة، للفقراءِ والأيتام.. كونوا أوفياءَ لأرواحكم واستبشروا للقادم من الأيام، لا تنبشوا أحزانكم، كونوا أوفياءَ لماضيكم.. لكن لا تعودوا للوراء.. لا تنبشوا ما ردمته الأيام فرب صدأ منها يعكر نوافذ الذكريات..
غنّوا للطيبين.. لقلوب الأمهات الثكالى والآباء، لأبرياء ظلوا يقاومون حتى الرمق الأخير تحت الركام…تحت حقد الإرهاب والظلام.
كونوا كغابات المطر كالشمس تعطي ولا تنتظر ردّ العطاء..
كونوا كالقمر يحنو على البشر في الليلة الظلماء..
كونوا صامدين بوجه العواصف الهوجاء..
غدا ستشرق الشمس.. يصنعنا المجد ونصنعه، ونرسم خطواتنا على طريق الأنبياء..