وقف محدثاً ،تكلم على كل شيء يخص ماشيته …وحقله ، لكنه نسي شيئا اساسياً انه مستأجر يرعى ويحرث…لدى سيده..وكذلك نسي انه اميّ
كيف له كل هذه البلاغة …؟
عادة ،يسأله رب عمله كم عدد ايام الاسبوع ..فيجيب لا ادري يا سيدي ..لم تقل لي ..ولا اعلم الغيب الا ما وشمتني به ..!
في المساء يأوي الى حظيرته يتقاسمه مع حمار السيد …ويسهران يحدسان لبعضهما افكاراّ نيرة …!
وفي كل صباح يغزوان معا براري جديدة ..
اغنيته حزينة يلقنها نايه …تحت ظل سمع اهل القرية جميعاً ..
انغامه ورثها عن اجداده وزاد عليها…
بالامس شيع الى المقبرة جده …الذي كفله بعد ان قضى والده بمرض خبيث….وهو بعد صغير ..وزوجت امه من آخر بأمر السيد…لانها ولادة ..
هذا العصر سمعت ان الحمار عاد وحيدا الى حظيرته …
وان السيد اعطى الخدمة فتى آخر متله او يكبره بقليل ….
مضئ الوقت نابحا بين شدقي كلبه الوفي …واقفاً اعلى الجرف ….
مضى ظله كنايه الذي يبكي في ذاكرة السنديان ومنحنيات الوادي ..
ولكن تكاترت الاحاديث ان ذئابا كتيرة كانت من قريب اختفائه ترود الوادي …
وكان نباحها يتحدي كلبه كل غروب..وترداد صدى نايه ….وكتب الغيم ذاكرة وثم محاها ..
سليمان جمعة