خلف عامر
تتراكض الحروف في رأسي، وكأن نفيراً عاماً بداخلي استدعي حواسي على عجلٍ. وجه تزاحمت تفاصيله الصغيرة في بوابة عيني، نبضي عقد حلقات دبكة خلف قفص صدري.
ياااااالله ماهذا .؟!
غيوم بيضاء تحتلّ مساحة العين في يوم شتائي بمكان عام يضج بحكايا حقائب وخطوات المودّعين والمستقبلين.
قطرات دمعي حكت دون صوت، لم أستطع لجم بوحها! بخار القهوة المتصاعد والدمع المتمركز في بوابة عيني حجبا عني تفاصيل وجه نقي اختصر نقاء وطيبة الكون.
سمعت صوتاً في داخلي يصرخ : يااااالله كأني أعرف هذا الوجه قبل اكتشاف الإنسان للحنطة، وقبل ميلاد القصيدة.
حكايا دمعي تعترف، وتعترف، وتقسم أنها صادقة فيما تقوله.
يحثّني الوجه النقي على البوح أكثر وأكثر، وأنا أنظر للأسفل وأحكي، وأحكي بلا توقف، وتارة أنظر له بحياء كي أتنفس الحياة فأعترف أكثر وأكثر وأكثر.
أسرق نظرة خاطفة، بالرغم من أن نظراتها تُربكني وتجعل جيوش اللعثمة تحتل لساني احتلالاً كاملاً.
أرتجف كتلميذ دهمه اختبار شفهي غير متوقع، وهو يقف بين يدي معلمته، يخشى أن تكون إجابته خاطئة.
…يتبع……..