ناجَيتُهُ وحَنِينُُ الِرُّوحِ يَعتصرُ
أيقظتَنِي مِن هُجوعِي أيُّها البشَرُ
أنا مَلاكٌ أنا رُوحٌ مُقدَّسةٌ
أنا ضَميرٌ …كِتابٌ فَيضُهُ عطِرُ
أنا الشَهيدٌ نما في مهجتي وطنٌ
وأنتَ مَن خانكَ الأَوغادُ وائتَمرُوا
أناالشَّهيدُ الَّذي بالغَدرِ يقتُلُنِي
هذا الغبيُّ ..الجَحُود،ُ الغاشِمُ البطِرُ
حرَّرتُ بالمَوتِ روحَ المَوتِ من بَشَرٍ
كانُوا همُ المَوتُ ..والطَّاغوتُ والخَطرُ
هُمُ الدَّواعِشُ قَطعُ الرُّوسِ دَيدَنُهُم
و(الكأسُ)والَّليلةُ القَمرَاءُ والسَمَرُ
ويُقسمِونَ بِأَنَ اللَّهَ أيَّدَهُم
وأنَّهُمِ لِيزِيدٍ كلُّهُم صُورُ.
أنا الذي لم أمُت بالموتِ بل صَعدَت
رُوحي..إلى اللَّهِ في عِلِّينَ تَزدهِرُ
هل أنتَ من أيقظَ التَّاريخَ وانتصرت ؟
بِكَ المَظالِمُ…..والأنصارُ ..والعبرُ.
أنتَ الذي في يدِ التاريخِ مِحبرةٌ
انتَ الملاكُ الذي من ضربِهِ اندحرُوا
نعتكَ كلُّ نجومِ الأرضِ وانهمرت
دماً وتنعتُكَ الأفياءُ والشَّجرُ
عليكَ تنهلُّ ورداً كعبةٌ سجدَت
على ثَراكَ …وَأومَا نَحوَكَ الحَجرُ
(جِبريلُ )في ملكُوتِ اللهِ مُحتشِدً
ويُرسِلُ اللعناتِ السودَ تَستِعرُ
على( الدَّواعشِ )والإصلاحِ لاصُلَحت
أحوالُهُم..بئست من لؤمِهِم سَقرُ
كم مِن شهيدٍ يرى من لحدهِ وطنًا
تَراهنَت يومَ قصفٍ سحقَهُ البقرُ
لكِنّهُ صامدٌ كالشُّمِّ.هِمَّتُهُ
لهُ إلى الشُّهبِ مَرقاةٌ إذا نظَرُوا
تحيَّتي لأبي جبريلَ صاعِدةٌ
لِرُوحهِ من مصافِي شوقنا زَهرُ
ثُمَّ الصَّلاةُ على المُختارِ سيدِّنا
وآلهِ الغرِّ لِلعلياءِ قد صَدرُوا.
أفعالهم في جبين الدهرِ مورقةٌ
وذكرُهُم في مَرايا شَوقِنا خَضِرُ
أ.عبده الزراعي..