أُقَاوِمُ وَهْنَ ضِعَافِ الْبَشَرْ
أَيَا الْحُرُّ عِزًّا يَصُوتُ الْأَغَرْ
أَنَا مَنْ هَجَرْتُ هَوَى الْمَنْسِيَاتِ
وَ جُبْتُ الصَّحَارِي بِضَوْءِ الْقَمَرْ
أُدَوِّنُ فِيكِ أَصُبْحَ الدُّرُوبِ
لَيَالِيَ صَمْتِي لِفَجْرِ الْبَصَرْ
أُصَابِرُ عَجْفً كقَحْلِ الرَّذِيلِ
أَيَا الْخِلُّ خِصْبًا سَدِيدَ الْنَّظَرْ
أَيَا مَنْ قَطَعْتَ وِصَالَ الْإِخَاءِ
بِنَارِ الْفِرَاقِ نَفَحْتَ الْكَدَرْ
طَعِمْتَ السِقَامَ أَوَيْلَ الْهُمُومِ
بِبُؤْسِ الْمُضَامِ وَ فُجْرِ الْعَوَرْ
جُناَحُ الْحِسَانِ بِعُمْرِ الْجِزَالِ
لِعِرْضِ الْعِفَافِ شَهِيدَ الْوَتَرْ
وَرَدُّ الْفِضَالِ بِحُلْوِ الْوِفَاضِ
لِقُدْسِ الْكِرامِ كَسَيْفِي الْأَمَرْ
وَدَحْضُ الْعُدَاةِ لِنَيْلِ الْمَعَالِي
بِرُوحِ الْأُبَاةِ حُمَاةِ الدُّرَرْ
أُزِيحُ الْحُدُودَ لِشَمْلِ الْأُسُودِ
وَ حَيْفُ الْطُّغَاةِ هَاقَدْ جَوَرْ
فَلَيْسَ الْقُنُوطُ بِقِرْطَاسِنَا
وَحَتَّى الْخَوَارُ فَذَاكَ اِنْدَثَرْ
سَنَحْيَا الْحَيَاةَ بِأَحْلَامِنَا
لِأَجْلِ الصَّبَاحِ وَنِعْمَ الْقَدَرْ
بَحْرُ الْمُتَقَارِبِ