الشاعر الدكتور جهاد صباهي
لعنةُ من هذهِ
تغزو زوايا الكونْ
تحصدُ أحلامَ الطيورِ المهاجرةْ
تجعلُ من القمرِ حجراً في السماءْ
ومن النجومِ أوراقاً أشبهُ بأوراقِ الخريفْ
تتساقطُ على أجسادٍ منهكةٍ بدونِ عَناءْ
تحشرُهُمْ في سراديبَ مظلمةٍ
أكرهُ هذا الطوفانَ
القادمَ إلينا
يُطوقُ روعةَ اللقاءِ بأصفادٍ
من حديدْ
ويجعلُ من قبلتِنَا الأخيرةِ سجينةً
خلفَ القضبانِ بلا وداعْ
أحاولُ انقاذَها من الفناءْ
أحاولُ أن أمزقَ فكرةَ الفراقْ
أحاولُ أن أتجاهلَ غيابَكِ
بينما أتجولُ في ظلمةِ الليلِ وحيداً
وقد ضللتُ طريقَ العودةِ إليكِ
وقلبي غريقٌ بين يديكِ
أعرفُ انكِ هناكْ
أرمي بحجرٍ على نافذتِكِ
أقفُ على بابِكِ
بينما العالمُ كلُهُ يسيرُ
الى المجهولْ
أتمنى لوعرَفْتُ أَن قبلَتَنا ستكونُ سجينةْ
أتمنى لو أني قلتُ وداعاً
لتركتُ على شفتيكِ ذكرى
بحيرةً زرقاءَ يغرقُ فيها قلبي
يكتبُ وصيتَهُ
قبلَ أن يغمرَهُ الغيابْ
وتجرفَه ُسيولُ اللعنةِ القادمةِ
من بعيدْ
لقصصتُ عليكِ حكايانا
يومَ تلعثمتُ من نظرةِ عينيكِ
ووجدتُ نفسي مسحوراً بينَ ذراعيكِ
أسرقُ من فمِكِ قُبْلَةً
بينما نسألُ أشجارَ الزيزفونِ
أما من لقاءٍ قريبْ
أرسمُ فيه على جسدِكِ
خارطةَ عشقٍ مجنونْ
أتمنى لو عرَفتُ أن قُبلَتنا ستكونُ سجينةْ
أتمنى لو أني قلتُ وداعاً
أنتِ في كلِ مكانٍ إلا معي
تقودُني شهوةُ اللمسِ إليكِ
لا أرغبُ أن أتركَ يوماً آخر
يبدأُ بدونِكِ
لا أسمحُ لشمسٍ غريبةٍ بالدخولِ
إلى قلبِكِ
لا أرغبُ بالحبِ مالم يكن بين قلبينا
ولا بالجنونِ مالم يكن بين جسدَينا
ولا بأحلامٍ مالم تكن بين كلينا
لا أرغبُ بحريقٍ آخرَ
ولاضياعٍ آخرَ
ولا طريقٍ آخرَ
لا أرغبُ إلا بكِ
بهمسِكِ ولمسِكِ وجنونِكِ
لا أريدُ أن تكونَ القُبلةً الأخيرةَ
أريدُ أن أُحطمَ الأصفادَ
وأنقذَ جزءاً من أحلامِنَا
وبعضاً من أجسادِنَا
أريدُكِ أنتِ
ولا أحدَ سواكِ
أنتِ ولا أحدَ سواكِ
د . جهاد صباهي