كانت ليلة ثقيلة ،كلُّ ما فيها يشي بالخوف من كلِّ شيء.:خوفٌ من الزمان، وخوفٌ من المكان،
خوفٌ من الليل الذي يغطي الأشياء بعباءة الاحتمالات المفتوحة، وخوفٌ من ضوء النهار الذي يمكن أن تلوح الإجابات من خلفه.
خوفٌ من الدروب التي تنتهي إلى إشارة مرور تعلِّق عينيك عليها لعلها تومي إليك..
غادرني صوتي أكثر من مرَّة، وراح يفتش عن لحن الحياة، وغادرتني عيناي باحثةً عن الخيط الناعم الذي رتقت به خدوش الروح ..
لستُ أعرفُ كيف دخلتُ حقول الأسئلة، ولست أمتلك مهارة حصادَ الأجوبة. كلُّ ما أتقنته هو معرفة المسافة الواسعة بين النقيض والنقيض..
ومرَّت عجلاتُ الزمنِ فوق ضلوعي فتاهت أحاسيسي، واختلطت المشاعر فتداخل الضحكُ بالبكاء، والليلُ بالنهار، والأملُ بالخيبة، والكتابةُ بالمحو، والنَّعَمُ باللا..
وجمدتْ جفوني فلا هي تلاقت فغفوتُ، ولا تباعدت فنهضتُ. .
أرهفتُ السمعَ، وأمعنتُ النظرَ في الأعماق ، فرأيت ذلك الدرويش الذي يتأرجح بين الضحك والبكاء، ” لا حزنا ولا فرحا “..
وعرفت كم هو صعب أن تعيش في جمهورية (اللعم )، فتقضي عمرَك وأنت ” تخط، وتمحو الخطّ، ثمَّ تعيده”..
١٧-٥-٢۰٢٣