بقلم
زكريا مصاص
دونَ مواقفَ مسبقةٍ،سواءٌ منَ الرجالِ أوِ النسـاءِ،فليسَ كلّْ الرجالِ ملحَهمُ الكذبُ،وبالمقابلِ،فليس ملحُ النساءِ كلِّهِنَّ المكرَ والخداعَ والخيانةَ.
إنُ الأمرَ يعودُ إلى سَجيـّة الروحِ وطبيعةِ النفسِ وأدبِ الذاتِ.
هناك من الرجالِ مَن لا ملحَ لهم، ولكنْ إن ضربْنا مَثَﻻً طيِّباً،فإن ملحَ الرجالِ ينبغي أن يكونَ حيثُ الشهامةُ والكرمُ والبذلُ والصدقُ وكذلك اللطفُ.ومِنَ النسـاءِ،مثﻻً طيباً،أن يَكُـنَّ حيثُ ينبغي أنْ تكونَ عليهِ النسـاءُ مِنَ العفةِ والوفاءِ، والتضحيةِ،واللطفِ حيثُ جُبِلْـنَ عليهِ، والحـُبّ والحنانِ.
وأرى أن المرأةَ المثاليةَ سُكـَّرٌ كلـُّها في المقامِ الذي ينبغي أنْ تعرفَ أين تكونُهُ، وأنْ تكونَ ملحاً في المقامِ الذي ينبغي أنْ تكونَهُ.فلَئِنْ وُضِعَ ملحُ المرأةِ على الجرحِ شُـفِيَ،ولَئِنْ وُضِعَ سُكـَّرُها في كأسٍ علقمٍ لَعَذُبَ ذلكَ الكأسُ.وبِسُكـَّرِها ومِلحِهـا تَعـْذُبُ الحياةُ وتَطيبُ.
وكذلكَ الرجلُ،فهوَ دفءُ الحياةِ وقنديلُها.وبدونِ دفئِهِ،تَتجمـَّدُ الحياةُ وتغدو يَباباً،وبغيرِ فعاليتِهِ الراقيةِ تنعدمُ جماليةُ الحياةِ وبهجتُها.