مزاحم الكبع
أنا في الحبِّ أصلحُ للإمامة
فما قلبي الذي يُحصِي غرامَه
ولستُ ولستُ مَنْ لو قالَ شعراً
رقيقاً ..
ينكرُ الواشي كلامَه
أنا المعجونُ بالأشواقِ حتَّى
غدوتُ لكلِّ مَنْ يهوى علامة
فأجعلُها الحبيبةَ في قصيدي
تفوقُ الفجر – لو بانتْ –
وسامة
وأنثرُ نبضيَ ال يغلي اشتياقاً
إذا طيفٌ لها أبدى قوامَه
فأحضُنُهُ .. أقبِّلهُ كأنِّي
دمشقيٌّ يعانقُها شآمَه
وأرسلُ أحرفي سيلاً غزيراً
ليجرفَ كلَّ ما يأتي أمامَه
أنا مَنْ تعلمُ الدّنيا جميعاً
تعلُّقَهُ غراماً، واهتمامَه
وحنكَتَهُ إذا ما رامَ خِلَّاً
وجرأتَهُ إذا يرمي سهامَه
وإصراراً ..
يموتُ يموتُ عشقاً
وبالأشواقِ يشعلُها ضرامَه
وحكمتَهُ إذا ما قالَ رأياً
وحلمَ العقلِ لو أبدى خصامَه
فتملؤُهُ المحبَّةُ والتّصافي
وتعلو وجهَهُ الغضَّ ابتسامة
وتطفحُ فيهِ عزَّةُ نفسِ حُرٍّ
وميزتُهُ المروءةُ والشَّهامة
وكالأمواجِ يومَ الرّيحِ شأناً
إذا ما اشتاقَ أو أبدى هيامَه
ولو كانَ الغرامُ رضاعَ طفلٍ
لأمضى العمرَ لم يبلغْ فطامَه
وأمَّا مَنْ يساورُهُ بضيمٍ
سيندمُ حينَ لا تُجدي النَّدامة
ففي ساحِ المحبَّةِ لا يُجارى
ولا يثني بمعمعةٍ حسامَه
بلا نِدٍّ ينافسُهُ عليها ..
تقلَّدَ في محبَّتِهِ الزّعامة
إذا ما ثارَ حبَّاً واشتياقاً ..
سينصُبُ وسعَها الدّنيا خيامَه
وكلُّ الكائناتِ تثورُ حتّى
يُظنُّ بأنَّه يومُ القيامة .