د . أحمد مبارك الخطيب شخصية ثقافية تتعدد المجالات التي يكتب بها ، فمن الأدب والنقد الأدبي ، الى السياسة ، إلى الثقافة العامة والقضايا الاجتماعية ، وكذلك الكتابة عن شخصيات تاريخية لها تأثيرها على حياتنا المعاصرة . يسرنا ان نلتقي به في موقعنا(نفحات قلم) . ..
حاورته منيرة أحمد
يسعد مساك دكتور ، نرحب بك في موقعنا ،ونتمنى أن نتعرف عليك عن قرب ، فما الذي تقوله عن نفسك ؟
يسعد مساك إعلاميتنا الناشطة والمميزة ، واشكرك على التقديم الذي تفضلت به .
– أنا أصلا مدرس جامعي ، واحمل دكتوراه في الادب والنقد من جامعة حلب ، ومنذ فترة استقلت من جامعة تشرين ، وعملت في جامعة جازان في السعودية أستاذا مساعدا في قسم اللغة العربية لمدة ست سنوات .ثم عدت إلى سورية عام 2010 ، ومنذ ذلك التاريخ اعمل محاميا في قصر العدل باللاذقية ، وأكتب في موضوعات عديدة ، واقدم بعض المحاضرات في مراكز ثقافية و ملتقيات مختلفة .
– لك كتابات عديدة في المجال السياسي ، هل تبغي من وراء ذلك هدفا معينا ؟
– أنا منتم سياسيا منذ فترة طويلة ، وقد حرضتني المؤامرة الكبيرة على بلادنا أن أكتب معبرا عن موقف الى جانب بلادنا ، ومعارض بقوة للاطراف الداخلية والخارجية التي باعت نفسها لاعداء سورية الطامعين بسلبها سيادتها وتدجينها وقسرها على الانضمام الى المعسكر المعادي تاريخيا لبلادنا ، ومن الطبيعي أن يقف كل سوري في هذه الحالة مع دولته ضد أعدائها للحفاظ على سيادتها واستقلالها ، وهذا ما اردته وما فعلته .
– لعلك كنت اول النقاد الذين كتبوا عن القصيدة الفيسبوكية ، ولديك مقالات عديدة حول ذلك ، ماالذي دفعك للتركيز على هذه القضية ؟
– مايسمى الفسبكة في الادب كان تيارا لافتا جدا ، فهناك قصائد لاتعد ولا تحصى تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي ، ولا تخضع لأية قيود ، وبعضها يعبث بقواعد الشعر وقواعد اللغة وقواعد اللياقة . ولا بد من محاولات مكثفة ، ليس لقمع حرية الشاعر ، وإنما للالتزام بالحدود الدنيا من الحفاظ على اللغة وعناصر القصيدة العمودية او قصيدة النثر ، وبالتالي ان يشعر بان عليه أن يكون مثقفا ثقافة شعرية تؤهله للكتابة الشعرية ، وأن تلك المحاولات التي تنطلق من الصفر أو مافوقه بقليل لايمكن ان يصبح أصحابها كتابا او شعراء ، وإن أتاحت لهم وسائل التواصل النشر بحرية كبيرة .
– كتبت دراسة عن الطبراني ، ولم اجد احدا قبلك كتب عنه بهذه الكيفية ، فماذا اردت ان تقول في ذلك ؟
– الطبراني احد الشخصيات المهمة في تاريخ اللاذقية ، ولا سيما من الناحية المذهبية المتعلقة بالطائفة العلوية . وهذه النقطة بالذات كانت لاتشجع احدا على الكتابة عنه ، ويفضلون الفرار من مثل هذه الموضوعات الخلافية . ولعل الباحث هاشم عثمان هو الكاتب الرزين الذي كتب عن الطبراني دون أن ينشر ماكتبه . وكانت غايتي ان نحاول دراسة الطبراني او غيره دراسة موضوعية تبتعد عن التشويه والتضليل ، وفي الوقت نفسه تبتعد عن المغالاة في مكانتها ، وبالتالي أن نحترم ماضينا الذي هو جزء منا ونرفع عنه الغبار الذي علق عليه خلال عهود طويلة ونكتبه بكل أمانة . وأظن انه الوقت المناسب لكي يشرع المختصون في دراسة تراثنا العربي والتركيز على القضايا المحورية فيه التي تتصل بحياتنا المعاصرة .
– في الادب سلطت الضوء على العديد من الشعراء المقلين ، وهناك عدد كبير منهم لم تكن لدينا معلومات مفصلة عنهم حتى كتبت عنهم . ماالذي دفعك لذلك ؟
– نعم كتبت عن الشنفرى ، ووضاح اليمن ، والمجنون ،ومالك بن الريب ، وابن زريق البغدادي ، والفارعة ، وغيرهم كثير لااذكرهم الآن . هؤلاء الشعراء تتصل حياتهم في حياتنا بسبب او بآخر ، ومعظمهم أصحاب مبادئ وقيم ، ومنهم من ضحى بحياته في سبيل هذه القيم . وكانت الطريقة التي قدمت فيها هؤلاء تعتمد على الأمانة من جهة والاعتزاز بتراثنا من جهة أخرى .
– السؤال الاهم هو عن المتنبي ، وهو الشاعر الذي ماتنفك تكتب عنه ، وتبدو فيما تكتب عاشقا لشعره ، وفي ذلك يشاركك كثيرون . هل لك ان توضح لنا علاقتك بهذا الشاعر الكبير .
– أسعدني هذا السؤال . ولكن من منا ليس معجبا بشعر المتنبي وغنى حياته الشخصية التي مايزال جانب منها عصيا على الإدراك .
في البداية ، موضوع رسالتي للدكتوراه هو ( الانزياح الشعري عند المتنبي ) وهو كتاب مطبوع واستنفدت نسخه جميعها خلال فترة قصيرة ، وقد أتاحت لي هذه الدراسة ، بالإضافة الى موضوع الانزياح في شعره ،الاطلاع على حياته والجوانب الاخرى من شعره ، وكتبت في ذلك عددا من البحوث ، وحاضرت في واحد منها في اتحاد الكتاب العرب ، وفي موضوعين آخرين في ملتقى عشتار الثقافي ، الملتقى الجاد والناشط جدا ، وهناك محاضرة قريبة في العاديات . حينما أكتب عن المتنبي أكتب بإعجاب شديد به وبشعره ، ولكنني أتسلح ماامكن بالموضوعية ( ليس دائما ) .
– أشكرك جزيل الشكر د . احمد ، وممتنة لكل ماقدمت من معلومات ، بروح التعاون والتواضع والمودة . .