دكتورة تهندس الحرف وتبني من اللغة قصرا منيفا
قادرة على إدهاشنا
حتى أكاد أعيدها ( من تأتي بالفصاحة كلها ؟)
أهلا بنفحات ضيفة النفحات د ناديا حماد
= بداية كيف تقدمين نفسك للقراء ؟
شكرا لك على هذه المقدمة الجميلة
لطالما سألوني ان المهندسة التي قامت بدراسة وتصميم العديد من المنشآت العامة والخاصة ، كيف وصلت إلى عالم الشعر..?
احمل درجة الدكتوراة في الهندسة المدنية…
عملت طويلا في القطاع الهندسي
دراسة وتنفيذا وإشرافا في دمشق
وريفها
وكان ذلك مترافقا مع نشاط نقابي مكثف عبر لجان هندسية كثيرة كلجنة المكاتب الهندسية ولجنة المراة المهندسة ولجنة البيئة و الموارد..ولجنة الأعلا
واظن أنني اثبت وقتهاحضورا فاعلا حيث نجحت في تخطي العديد من الجدران التي تقف في وجه المرأة ..
في الوقت نفسه أنا كاتبة يسكنها الهم العام .
عملتُ في مجال الإعلام النقابي عبر مجلة المهندس العربي
ومجلة ( مهندسو ريف دمشق؟
وكذلك في اصدار النشرات الدورية لجهات رسمية عدة
كتبت مقالات وتحقيقات كثيرة في الصحف السورية والعربية
لي اهتمامات بمجال البيئةو التنمية بشكل عام وتنمية المرأة السورية الريفية بشكل خاص حيث كنت عضوا مؤسسا في عدة جمعيات أهلية كجمعية مورد لتنمية المرأة و جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة…
كما كنت عضوا مشاركا في اتحاد الصحفيين
ومن ثمّ عضو في لجنة الحوار الوطني السوري في بداية الأزمة السورية…
طفولتي كانت في مدينة طرطوس الجميلة المسترخية بأمان على شاطىء البحر وقد اعطتني غنى فكريا وادبيا في مراحل مبكرة من عمري .ظهر جليا في كتاباتي اللاحقة..ا
جاءت الأمومة لتشكلني وجدانيا
وعاطفيا..
الجمع بين كل هذه المهام لم يكن ليحدث إلاعبر عملية تنظيم الوقت ..حتى لايطغى جانب ما على آخر
كنت أملك تصميما وعنادا
للوصول إلى الهدف
خضت غمار الكتابة كأم
وضعت قلبي طعماً على سنارة العمر لأصطاد الحكمة والومضة الدهشة من بحرالحياة واطعمها لأطفال القصيدة
بينما كان الشغف يكبُر ويكبر
كنت أردد دائما
إذا أحسستَ بالألم فأنت حي
إذا أحسست بآلام الآخرين فأنت إنسان
…
= والفكر المشرق الجميل لا ينمو، ولايتطور ،ولا يبدع، …..
فلنكمل معك ما يجب ومتى برأيك ؟
خواطري ومقالاتي ونصوصي الشعرية بقيت حبيسة الورق لفترة طويلة بسبب انشغالي عن طباعتها بعملي وامومتي
كانت لي مجموعة قصصية( رماد الذاكرة)
ومن ثم ديوان
خلف نافذتي خريف عنيد
وديوان ليس زكاما عابرا
وديوان ثالث للريح شأن آخر قيد الطباعة..
و ولا أخفيكِ أنّي اعتبر إنجازي الأكبر كوني أم لخمسة اولاد متفوقين دراسيا ومهنيا وإنسانيا….
منحوني سعادة أبدية…
= الدكتور ناديا نجدها في الحب والسياسة والحالة المجتمعية بنفس الزخم الوجداني … هذا يضع الأدباء أمام مسوؤلية تخرج من أطار زخرف الكلام …؟؟
شواغل كتاباتي الشعرية أوالقصصية وكذا الومضات والهايكو والمقالات وحتى الدراسات التنموية .؛ تحمل في تفاصيلها هموم وطنية وقضايا اجتماعيةو إنسانية، بل أن من أهم ملامح هذه الكتابات؛ اشتغالها على قضايا إنسانية كبيرة: الجوع، الفساد، الحرب، الجدال، والحب.. وغيرها ٠…
كان الهم الوطني مسيطرا على كتاباتي اثنا فترة استهداف سوريا والحرب عليها…
” أتقنَ هذا الخريفُ فعلته؛
وأدمى شجرةِ النارنج،
وكثيراً من ورد الجوري والحبق.. “
لكن وبرغم كل ارتكابات الخريف هذه؛ ورغم كلّ احتمالات خواتيم الشتاء؛ غير أنني لا أزالُ أرى أنه:
على سطحِ هذا الكوكب؛
لازال هناك متسع
لفنجان قهوة..
= ماذا تريد د ناديا عندما تكتب ؟!!!
الكتابة طريقةً مُثلى لترتيب عالمنا الداخلي..
وسبيلاً إلى إضفاء معنى إلى ما نجهله بدل أن نعاديه ..
لتكون الكتابة عندئذ أقرب إلى المطر حين يضيء السماء
نحن نرمم أنفسنا بالكتابة. ونرمم هذا الواقع الصعب بالكتابة..
=
= الشعر سلاح … الشعر رفاهية حرف …. أو إرضاء لمفردات تزاحمت وعلينا رصفها ؟؟
الشعر ليس استنساخا على طريِقة النعجة دوللي
ولا هو عملية رص للمفردات مثل طابوق البناء ,
وليس الشعر نهرا مجهولا أضاع اسمه في أول فيضان
وليس على القصيدة ان تخضع لمقاس تدويرةالخصر او طول التنورة…
الشعر كائن لغوي حي يرتبط بموضوعات الحياة اليومية.. ا وهذا ما يجعله مؤثرا وجميلا..
الشعر عندي يتوقف عند القرى الصغيرة و الأكواخ و وفي الأماكن التي أهملتها أو لم تلحظها خارطة الطريق … حيث يكون فيها قلبي حذاء طريقي..
وقد عرّفت القصيدة يوما بهذا النص
القصائدُ مقاهٍ
مفتوحةٌ ليلاً
ونهاراً
يرتادُها عابرون
وعابرات ..
ينعمون بعبق
اللغة
ويرتشفون قهوة
المجاز
يحلمون بالحب
والخبز
و…الحرية
الأرضُ
قصيدةُ نثرٍ طويلةً
تغصُّ بالإعجاز
بعضُ سطورها يحملُ اليأسَ
واليباس
و بعضُها الآخر
يحملُ بذورالحبَّ
والخصوبة
ليُنبِتَ قمحاً
وأنبياء
الحياةُ لقاء اثنين
لاحرب بينهما
يجمعهما حلم
و…
قصيدة دافئة
……….
.
= تفسير لجملتك (ثمّة مسافة.
بين ما نكتبه وما نمارسه ،،
مسافة تُقدّر بكذبة)؟؟؟؟
هي ومضة كتبتها منذ عدة سنوات وقداختارها الفيسبوك يومها كأجمل ومضة..ربما لصدقها
وربما لواقعيتها…
كثيرون يكتبون الحكمة والنصيحة ولا يلتزمون بها
هذا ْيحصل طبعا على الصعيد الفردي والعام والعالمي أيضا….
= هناك فصول كاملة في كتاب الحرب على سوريا،
لم ‘تقرا. بعد من الذي يجب أن يقرأ ومتى تتم القراءة ؟
كتاب الحرب على بلدنا رواية طويلة لم تكتمل بعد
الشعب السوري هو من سيقرا كلّ فصول هذا الكتاب بتمعن وتبصّر وهو وحده من سيكتب الخاتمة التي يريدها ..
وسيدرك بعض السوريين انهم اخطأوا كثيرا بحق بلدهم عندما صاروا مطيّة لأعدائه.وحين جعلوا من الهويات الضيقة بنادق ومتاريس …
= لنعد قليلا إلى الشعر وما تشهده ساحته من استباحة برأيك ما السبب بالتالي ما العلاج ؟
هناك زحمة كبيرة واسماء كثيرة أتاحها هذا الفضاء الازرق
حيث لنعد قليلا إلى الشعر وما تشهده ساحته من استباحة برأيك ما السبب بالتالي ما العلاج ؟
هناك زحمة كبيرة واسماء كثيرة أتاحها هذا الفضاء الازرق
حيث أضحى بمقدور الجميع نشر مؤلفاته ومعاناته بعيدا عن أي سلطةوأصبح الكاتب الالكتروني يستقطب ٱلاف المتابعين
في حين أن الكاتب الورقي لا يجد سوى عشرات القراء.
الثقافة اليوم هي صناعةالجميع…وللجميع
وهذا له انعكاساته الصعبة على الثقافة التقليدية..
لا شك أن لكل ثورة علمية ضحاياها
ولكل معركة شهداؤها وهو ما يجري مع الثقافة الورقية….
أما من ناحية الكثرة والاستباحة
فبعضهم ا
في هذا السياق يحضرني قول للكاتب عادل محمود:
. “هناك ثلاثة حقول لا تتحمّل الرداءة أو الغش، هي الشعر والعطر والخمر، ولن تجد صعوبة في فرز الجيد من السيئ، فهنا لا منطقة وسطى على الإطلاق.”
وفقاً لهذا المقياس، لا خطر على الشعر أيهاالأحبة.
ثمة شعراء يعيثون صخبا وضجيجا على بعد فراسخ من القصيد..
وهؤلاء راحلون.
سيسقط الغث والرخيص بلاشك يوما
ولن يبقى إلا الحقيقي والثمين
= أين تكمن المشكلة هل في الفضاء الأزرق أم فينا ونحن نزرع المجال ألقابا ومنتديات وملتقيات ؟ وهل العدد الكبير منها ظاهرة صحية أم ؟؟ وإن طلب منك توجيه بطاقة تحية فأيها تختارين ؟
طبيعة التطور التكنولوجي
أدت إلى ترسيخ الثقافة عن بعد عبر النشر الحر الغزير بلا سلطة. وكثرت الملتقيات الثقافية الإلكترونية
وهو أمر فرضته الضرورة..
ايجابيةالتطور التكنولوجي أنه أدى الى تسريع نشر الوعي الثقافي والمعرفي
لكن كثر المتسلقون على الثقافة وكثر الرياء ومنح الألقاب والشهادات والمجاملات والكثير من التطبيل والإبهار
بقيت هناك فئة مبدعة اعطاها هذا الفضاء فرصة لإبداعها وأحدثت فارقا وهم من سنعول عليهم بالتغيير
وسط هذا الزخم لابد من تعميم ثقافة النقد البناء في كل القطاعات الثقافية للنهوض بالادب والثقافة نحو الأفضل
وحتى تتم غربلة هذا الكم الهائل من النشر
لاشك أن هناك ملتقيات ثقافية الكترونية أثبتت حضورها الفعال في الساحة الثقافية لها منا كل التحي و كل الاحترام
موقعكم نفحات قلم واحدة منها
وكذلك ملتقى عشتار و ملتقىالأدب الوجيز
و.ملتقى التنوير…الخ
نحترم حضورهاونساهم بها
باعتزاز وندعو لدعمها
= بلا بوتوكس ما رسالتك للجميع ممن يمتهنوا الشأن الثقافي عموما؟
بصراحةاقول أنني كاحب الالوان الواضحة في الكتابة
ولا احب الكتابة الرمادية أو المترددة.
نحن ننفعل بالمحيط نتأثر ونؤثر
والكاتب هو الأقدر على تجسيد القضايا الحياتية والوطنية والانسانية وعليه أن يكون في دائرة الفعل والتأثير وخاصة في ظروفنا الراهنة
وقد لخصت ذلك في إحدى قصائدي…
……
لكلِّ قصيدةٍ سرٌّ
وأنتَ سرُّ قصيدتي ..
لقصيدتي ذاكرةُ أنثى
تتقنُ فنونَ الإغواء ..
تُغريك تقولُ لك :
أنتَ حرٌّ
امضِ حيثُ يقودُك عقلك
أخالها غزالةُ ضوءٍ في غابة ظلام
تستشعرُضحكتَك
حين يُمطرُ غيمُ قلبِكَ دمعاً مرّاً ..
هيَ
عزاءٌ للبائسين
الذين لا يتخطّى حلُمَهم حافةَ الرَّغيف ،
و للمشرّدين النائمين
على أدراجِ البنوك ،،
قصيدتي تحملُ يافطةَ رفضِ القبحِ
في هذا العالم المتوحّش
وقد تكونُ رصاصةًً تدوّي في صمتِ الخانعين
..ربّما
تأخذُني إلى حبٍّ
بسيطٍ
بسيط
كابتسامةِ ثغرِ أمّي
وَ أحيانا
إلى حبّ مثيرٍ
عاصفٍ
كالحريّة
هيَ غالباً صوتٌ
يصل بين ضفّتين …
………
……………..
= يقول يحيى حقي: قدر المبدع أن يتعرى ليكتسي الآخرون. تقول د ناديا ؟
أقول وبمحبة: أنّ الإبداع رحلةُ بحثٍ دؤوبٍ عن ذلك الضوء الهارب، إنّه بحثٌ عن المعنى والذي هو غذاء لروح الأفراد والشعوب…
و الكلمة كانت لتكون مع الرصاصة وقبلها وبعدها
هي رسالة صحو تبدأ ولا تنتهي/
= هدية للقراء وللموقع ؟
أولا وأخيرا
.ممتنة جدا على هذه الاستضافة الهادئة في موقعٍ يشكل اضافة معرفية وثقافية هامة في هذا الفضاء الأزرق
لقراء نفحات قلم كل المحبة والاحترام ولهم اهدي هذا النص
المتواضع…
يا إلهَ الكلمات !!
جدّتي امراةٌ ريفيّة لم تتناول مغلي زهرَ البابونج لأنّ له طعمَ الجمعة الحزينة ..
وأمي امرأة بسيطة
لم تتذوقْ يوما خبزاً بطعم الضغينة..
كم أردْنا أنْ نتذوقَ قهوة لها مذاق النافذة..
وكم أحببْنا حبةَ الكرز لأنّ لها طعمَ قبلة ..
كم مرة حزِنّا على بابٍ
يبكي من شدة الحنين ،
و فرِحْنا لبابٍ ضحكَ كثيرا
٠ حينَ طرقَه الأحبة
كم قرأْنا صوتَ الريح ،
وكم مرةً كَتَبَتْنا رائحةُ
الصباح ،،،
يا إله الكلمات
نريد أن نلملمَ ضحكاتِ أطفالنا
التي مزقتها الحروب
وصارت قطع غيم متناثرة
تنظر… ولا تتكلم
امنحْنا ثوباً جديداً فضفاضاً
يتّسع لغواية المعاني
فقد ضاق جلد اللغة ،
ضمّنا إلى غلافك
أو
أعِدْنا إلى أرضنا راجلين..
……………….
د. ناديا حماد
محبتي وكل التقدير