عيسى ابراهيم
بسماتُ ثغركِ في الوتين برودا
…………………رسمت على سحر الشفاه ورودا
وتناثرت عطراً يبلّل مهجتي
…………………وسرت كشاردة النسيم سعودا
خفّت إلى قلب العميد وسدّدت
……………………بلحاظها سهماً رماه شهيدا
ماست كغصن البان تلوي قدّها
………………..مرحاً وتلوي بالغواية جيدا
وتسمّرت عيني بطالع حسنها
……………….فتزيد غنجاً كي أذوب شهودا
حُسنٌ رياح الوجد تعصف حوله
……………..هوجاء تمنع جفنيَ التسهيدا
كالبدر في حلل البهاء خدودها
………………تركت بقلب مريدها أخدودا
نامت على سحر المعاني عينها
………………لمّا تطاولتِ القوافي نشيدا
نامت ونامت وهي تسمع صبوتي
………………كالورد أشعله الندى تغريدا
واستيقظت هلعاً كريمٍ خائفٍ
……………..عند انتهاء قصيدتي ترديدا
ألِفَت مسامعُها نداء معذَّبٍ
………………فيها تراوده الهموم وحيدا
فاستعذبت لحناً شجيّاً آسراً
……………..غنّاه من فرط الغرام قصيدا
أعياها ما أعيا الغواني كلّها
………………نغمات شعري فاجتمعن وفودا
قالت وقد خطبت بهنَّ بربوةٍ
……………..زيدوه من طرف اللحاظ صدودا
ودعوه لي أرفو جراح فؤاده
……………..فلقد وضعت على القلوب قيودا
ولأنّ كلّ القاصدين إلى حمى
……………..حسني نسجت لهم بعيني برودا
وخَطبْتُكُنَّ لكلّ فردٍ منهمُ
…………………وتركتهُ كي أصطفيه عهودا
ومَنَحتُكُنَّ كما تُرِدنَ جميعَهم
……………….ومنحتُ نفسي الشاعر الغرّيدا
ونسجتُ أنفاس الصباح عباءةً
……………….حتى غدونا للصباح عمودا
من كان مثلي لا يليق به سوى
……………….من كان مثلكَ شاعراً معهودا
دعني ألملم فوق صدرك أحرفي
………………..وأذوب فيه من الهوى تنهيدا
عيسى محمود ابراهيم جبله