بقلم المهندس سائر مقصود
مقدمة: كثيرون هم اولئك الجهلة المتملقون الذين انطلت عليهم لعبة الارقام التي روجها الاعلام كما انطلت عليهم اشغال الناس في غفلتهم عن حجم التلاعب الاقتصادي الدولي بالموارد البشرية والطبيعية، ومما لا شك فيه أننا وبمنطق العقل نحتار ماذا نسمي ما يعرف الان بالكورونا دون ان نقع في فخ تسميته وباء كما ارادو لنا ذلك ولا يمكن ان نقول ايضا مرض الكورونا. لا بل ومن منطق العقل والعلم ولاننا نتبع دين ابتدأه وحي الله جل جلاله لخاتم نبيه المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ب إقرأ .. فحري بنا كأمة هدايتها العلم لا الجهالة وصراطها الأخلاق فالتعقل والتدبر أن نضع لكل صفة معناها ودلالتها . من هنا لا بد أن نوضح قائلين أن المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي الذي يتسبب به أحد أنواع الفيروسات التاجية والتي يطلق على سلسلتها باسم “كورونا ” وما نحن فيه هو فايروس كورونا المستجد الذي أصابت أصنافه السابقة العالم كله خلال مئات السنين عموما والعقدين المنصرمين خصوصا، وكانت نسب الاصابة والشفاء والوفاة مقاربة جدا لما يسببه النوع المستجد المسمى علميا ب covid-19
ولنسأل بالتدبر والتعقل مجموعة من الاسئلة التي لا يستثيغ البعض طرحها، لا بل قد يعزي هذا البعض ما نحن فيه من تخلف وجهل وانصياع لما تلقنه عن (فوائد الكورونا) الاجتماعية بالحجر والابتعاد عن الموبقات وكأن رسالة الطهارة والنظافة نسي منسي لا نأتي على ذكرها إلا إذا أراد البعض جورا أن يتهكم على الشعوب المتقدمة في العلم والزراعة والصناعة والرعي والبناء والتكنولوجيا.
فتعالوا لنطرح شذرا قليلا من الاسئلة ونتدبر من بعد الاجابة عنها -ان استطعنا- أمرنا
-يموت في العالم سنويا مئات الالاف جوعا فهل استجمع الاعلام العالمي والعربي أدواته يوما واحدا في العام لمحاربة البطر والجشع والاسباب الاخلاقية والانسانية لانشغال دول كثيرة ومنها عربية في كيفية معالجة القمامة الناتجة عن الطعام المرمي في الحاويات كاجراء اولي لمنع زهق الارواح جوعا؟.
-قتل الارهاب باسم الدين والدين براء منه مئات آلاف العراقيين والسوريين والصومالين واليمنيين وشرد الملايين ولم نجد آلة الاعلام العربي تتحرك اخلاقيا نحو رأب الصدع واطفاء نيران الفتن ومنع هدر الدماء وايقاف الدمار البشري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولو بوقفة احترام للنفس البشرية التي تموت بغير ذنب؟.
-ستدخل النكبة الفلسطينية عقدها الثامن ولم نجد يوما طوال كل تلك السنين أن الانتاج الدرامي والفني والثقافي العربي يخصص في كل رمضان ساعة واحدة لايقاظ الامة الموهومة بالتطور والتقدم المرهونة بقرارها واقتصادها الموهونة بالفتن والتكبر والتجبر والجهالة والامية والفقر والعوز. ساعة واحدة كمبادرة نحو الشعوب
لايقاظها نحو العقل والعلم ونبذ الخلافات وقبول الاختلافات وتجميع الطاقات وتطوير الصناعات وتقدم الزراعات ونبذ الرث من الفكر والثقافة والفن والصحافة و اعادة احياء النهضة الفكرية والعلمية الصحيحة التي دمرها التشرذم ما بعد العصر العباسي وقدوم المغول والتتار والاحتلال العثماني والانتداب الغربي عسكريا في البداية ثم انتدابا اقتصاديا ثقافيا سياسيا لكل المقدرات؟.
أليس حري بنا أن نصاب جميعا بالكورونا عسانا نتدبر أن “الكورونا” أقل فتكا من أمراضنا الاخلاقية والاجتماعية وسوء تدبرنا وتعقلنا لديننا الذي ابتدأه الوحي جل جلاله لنبيه المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ب إقرأ باسم ربك الذي خلقخلق الانسان من علقإقرأ وربك الاكرمالذي علم بالقلم*علم الانسان ما لم يعلم.
صدق الله العظيم وافضل الصلاة والتسليم على خاتم النبيين والمرسلين متمم مكارم الأخلاق. نبي علمه ربه البيان ليكون قدوة اقتداء بالاخلاق والهداية والعلم لا بالجهالة والامية .