كتب نارام سرجون في هذه الساعات يتردد اسم خان العسل كمجزرة جديدة خسيسة تعودنا على أن تتحفنا المعارضة بها وتصر كلما سنحت لها الفرصة على ممارسة النذالة
التي لم تبخل بها علينا وذلك بالاستقواء على الأسرى والرهائن والمخطوفين .. ماهذه البطولة في قتل رجل أعزل ومحارب أسير؟ صدع الثورجيون رؤوسنا وهم يتحدثون عن اعدامات جماعية بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين والعسكريين المناهضين للنظام .. ولم نر مشهدا واحدا مما ادعوه .. ولكن ماأكثر المشاهد التي يمارسون فيها العنف بحق الأسرى والعزل وهم يباهون بها ..
هذا هو ديدن الاسلاميين جميعا .. ولذلك فقد صاروا مكروهين من المحيط الى الخليج .. ولاأقصد العبارة التقليدية (من المحيط الى الخليج) بل أقصد من المحيط الهندي الى خليج الخنازير في كوبا حيث يقيم لهم جورج بوش وصديقهم جون ماكين حظيرة غوانتانامو التي تليق بهم .. مكروهون على امتداد قارات العالم بشكل يدعو للأسى والخجل .. مرة يخطفون طائرة ويفجرونها بمدنييها في أبراج نيويورك ومرة يفجرون سيارة في سوق شعبي للفقراء في باكستان ومرة ينتحرون في مساجد العراق بين المصلين .. واذا أسروا أحدا قتلوه ومثلوا بجثته كما لو أن التمثيل بالجثث وقتل الأسرى وبالذات في رمضان كان سياسة نبوية ..
هذه الجماعات المسلحة لم تقصر في تذكيرنا دوما أنها مجموعات لاتصلح الا لاثبات أن أصل الانسان حيوان .. ويجب اجراء أبحاث التطور والداروينية على هذه المخلوقات الجوراسية لاعلى قرود داروين .. والغاية واضحة من المجزرة وهي ارسال رسائل كراهية للجميع في رمضان .. ورسائل لتخويف الناس من أن هؤلاء قتلة سفاحون ويجب الابتعاد عن طريقهم ..يريدون تخويف الناس بقتل الأسرى ..والايحاء أنهم يحرزون انتصارات من بعد تراجعاتهم الأخيرة .. فيما قتل الأسرى والجرحى والمخطوفين هو ذروة الهزيمة والخوف .. لأنه محاولة لثني المحاربين عن الوصول اليهم
فوجئت أن هذه العملية الحقيرة جعلت مستوى التحدي لايضاهى كما في كل مرة يشربون فيها الدم من مجزرة .. فقد اتصلت بي احدى السيدات لتبلغني أن ولدها وصديقا له قررا الليلة التطوع في الجيش العربي السوري كنوع من العناد والتحدي والرغبة بالثأر .. ولم تقدر على أن تثنيهما عن قرارهما .. وعبارة السيدة الكريمة التي اتصلت بي وهاتفتني الليلة لاتزال تتردد في اذني وهي تردد لي بانفعال ماقاله ولدها:
لم أعد قادرا على النوم في سريري .. اما نحن واما هم .. وبلهجة متحدية قال لوالدته: "هدول الارهابيين شكلهون مو عرفانين مع مين علقانين" .. اما نحن واما هؤلاء الرعاع .. اما أن نعيش في سورية واما ان نعيش في تورا بورا
صدقوني ان كل مشهد عنيف ونذل يجعل كثيرين لاينامون وهم ينتظرون الصباح ليلبسوا بزة عسكرية .. لأنه فعلا اما سورية أو تورا بورا .. ولاطريق لابعاد تورا بورا الا .. بالحفاظ على سورية وتنظيفها من منتجات تورا بورا ..
مواقع