تقدم المخلص الجمركي ((علي محمود وليد )) ببيان جمركي رقم 4951/2013 تاريخ 14/5/2013 لحساب محمد أنس الجبان عن بضاعة ( حب هال ) ضمن شوالات من خيش جوت زنة الشوال ( 40 كغ ) بوزن إجمالي 22000 كغ مصدره غواتيمالا .
على أثره قام قسم الكشف في مديرية الجمارك باللاذقية بالكشف على البضاعة وسُحبت عينة للتحليل أصولاً وأرسلت إلى المخبر المركزي بمرفأ اللاذقية .
قام القائمون على العمل في المخبر المركزي لمرفأ اللاذقية بتحليل العينة الواردة إلى المخبر بتاريخ 15/5/2013 وصدرت النتائج بالشهادة رقم 3153 تاريخ 19/5/2013 .. وكانت النتائج بأن العينة غير مقبولة جرثومياً لارتفاع تعداد الخمائر والفطور عن المسموح بالمواصفة 2179/2007 من حيث القرائن المحللة وهي بالتالي غير صالحة للاستهلاك الغذائي البشري جرثومياً .
بالطبع تم تسريب الخبر للمخلص لتدبر أمره فأبلغ هذا بدوره التاجر و قام المخلص بالتدخل لدى مدير المخبر والمحللين القائمين على العمل لتمرير هذه الشحنة بطريقة اعتقدوا أنها ستمر فقاموا بإضافة عبارة ( يتوجب التعقيم ) إلى الشهادة وهذا الموضوع ليس من اختصاصهم و لا علاقة لهم به ولم يسبق عند رفض عينات مشابهه من نفس الصنف ( حب هال ) ولنفس السبب أن تم اقتراح التعقيم .
وفعلاً قام المخلص الجمركي بعد كتابة العبارة وبالاتفاق مع القائمين على العمل في محطة تعقيم زراعة اللاذقية بتعقيم الإرسالية باستخدام المبيد الغازي شديد السمية بروميد الميتيل وصدرت شهادة تعقيم بتوقيع رئيس محطة التعقيم باللاذقية استمارة رقم 44 تاريخ 21/5/2013.
وقام المخلص مرة أخرى بتقديم طلب موافقة على سحب عينة من الإرسالية بعد إجراء عملية التعقيم وبناءً على موافقة الأمانة المركزية تم سحب عينة وأرسلت مرة ثانية إلى المخبر المركزي بمرفأ اللاذقية .
القائمون على العمل في المخبر المركزي لمرفأ اللاذقية قاموا بتحليل العينة الواردة إلى المخبر بتاريخ 22/5/2013 وصدرت النتائج بالشهادة رقم 3271 تاريخ 26/5/2013 بمطابقة العينة للمواصفات القياسية السورية ذات الصلة وهي صالحة للاستهلاك الغذائي البشري . واستناداً لنتائج التحليل التي جرت بعد التعقيم تم تأشير البيان للإفراج عن البضاعة.
غير أن المعنيين في مديرية جمارك اللاذقية قاموا برفع الكتاب رقم 1774/2013 تاريخ 29/5/2013 إلى مديرية الجمارك العامة / مديرية الشؤون الجمركية يقترحون فيه إجراء التعقيم من قبل الزراعة على كل إرسالية ذات نوع البضاعة حب الهال قبل إجراء الكشف من قبل الجمارك وسحب العينات وبالتالي قبل إصدار شهادة التحليل المتضمنة النتائج .
فما كان من مديرية الجمارك العامة / مديرية الشؤون الجمركية إلا أن قامت بمخاطبة الجهات المختصة والمسؤولة عن سلامة الغذاء في الجمهورية العربية السورية ( وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ) بالكتاب رقم 1614/2013 وجاء رد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالكتاب 1183/18/4279 الذي كان له وقع الصدمة لخطورة ما ورد فيه من وقائع علمية خطيرة نلخصها بما يلي : بعد أن قامت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطلب بيان الرأي من الجهات المختصة ( مديرية الشؤون الفنية والجودة والمخابر بالوزارة وهيئة المواصفات والمقاييس السورية ) خلصت إلى مايلي :
1 – يعتبر غاز بروميد الميثيل الذي استخدم في تعقيم حب الهال مبيد غازي شديد السمية على الكائنات الحية .
2 – ينتمي غاز بروميد الميثيل إلى مجموعة الهيدروكربونات الهالوجينية ويستخدم بشكل أساسي للقضاء على الحشرات والقوارض في المواد المخزنة , كما يستخدم في تعقيم التربة للقضاء على آفات التربة و النيماتودا وبذور الأعشاب وبكتريا التربة والفطريات وليس الجراثيم في المواد الغذائية.
3 – حظر استخدامه من قبل منظمة الزراعة والأغذية وكذلك منظمة الصحة العالمية لسميته الشديدة واتهامه كمسبب للسرطان . ومُنع من قبل هيئات البيئة العالمية لأنه من أكثر المواد ضرراً لطبقة الأوزن .
4 – و النقطة المهمة جدا انه : في حال استخدامه للتعقيم للشحنات الغذائية يجب التحقق من الأثر المتبقي للمبيدات في الشحنات العاملة به ومطابقتها للحدود القصوى المسموح بها والمسببة للسرطانات .
ونتيجة لذلك رفضت الوزارة الموافقة على المقترح وطلبت تحليل إرسالية حب الهال المذكورة للكشف عن بقايا غاز البروميد المسبب للسرطان للتأكد من خلوها قبل الإفراج عنها.
ولكن للأسف ازداد الأمر غموضاً ولم نتمكن من معرفة نتيجة التحليل وهل أجري فعلاً وفي حال إجراءه وضبط المخالفة هل أعيدت الأرسالية لبلد المنشأ أو المصدر أم أنها دخلت الأسواق السورية وبالتالي أصبحت في متناول المواطنين وعرضت حياتهم للخطر هذا الموضوع نضعه بيد الجهات المعنية لتكمل لنا كشف ما بقي من هذا الملف الخطير ولمحاسبة المتقاعسين والمتورطين .
ولو عدنا إلى الشهادة التي تم بموجبها قبول عينة حب الهال لم نجد أي ذكر لقرينة الأثر المتبقي للمبيدات مع العلم بأن مخبر المرفأ لا يقوم بإعطاء نتيجة لقرينة الاثر المتبقي ,
وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا لا يوجد محلل يعمل هذه القرينة ؟؟ لماذل لم يتم احد المحللين على العمل بهذه القرينة في جامعة تشرين و المخبر المركزي بدمشق و البحوث الصناعية رغم أن الحكومة أنفقت ملايين الليرات على بناءها وتزويدها بكل الأجهزة اللازمة .؟؟؟
شام برس