استاذي في الشعر هو الشاعر الكبير المرحوم حامد حسن الذي أعتز بالانتماء لمدرسته وذائقته وإبداعه , في يوم من الأيام كنا في زيارته في بيته بصحبة محموعة من الأصدقاء فاستمع إلى آخر قصيدة كتبتها , ثم التفت إلى الحاضرين قائلا : قولوا لمن شئتم ولكل العالم أن هذا خليفتي في الشعر , وكنت حينها في بداياتي الشعرية
* كيف يقدم الشاعر محمد حمدان نفسه للقارئ ..؟
**أنا يا صاحبي انجيل حب
وقرآن العدالة في الأنام
مداد يراعتي من نبض قلبي
وفلسفتي ترانيم السلام
ولي في دوحة الإبداع كأس
تطوف بكل خافقة وظامي
أنا الإنسان فاتحة التجلي
بعطر البدء في مسك الختام
بهذه العبرات من الكلام افتتح الاستاذ الاديب محمد ابراهيم حمدان رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس اللقاء مصحوبا بالكثير من الاحترام والرقي في تقديم نفسه وتقديم الترحاب بنا
أجرت الحوار : منيرة احمد –القلم
*البدايات — الخطوة التي فتحت لك عالم الأدب ….؟؟؟
بدأت الكتابة عام 1961 وكنت حينها في الصف الاول ثانويقصيدتي الاولى كانت عن الراحل جمال عبد الناصر بعنوان (الزحف المقدس) ثم تركت الكتابة حتى عام 1977عندما كنت على جسر الخابور في محافظة الحسكة فصادف وجودي على هذا الجسر مرور إحدى الجميلات جدا بمشية فرس بعنفوان وإباء ….. استوقفتها وطلبت منها أن أكتب عنها وكان أن كتبت قصيدة –مطلعها :
أحبك مثل حبي لا يقال
يموت الحرف ينتحر الخيال
أحبك لست أدري هل أغالي
ويجنح في رؤى العشق السؤال
بلا وعد تلاقينا فدانت لنا الأبعاد
وانقاد المحال أحبك
أحبك قبل قبلي — -بعد بعدي
فأنت البدء عندي والمآل وفي برنامج ( أقلام واعدة ) الإذاعي للشاعر أحمد الجندي قدمت مقطوعتين تم ا تخصيص حلقتين لمناقشتهما وبعد المناقشة قال الشاعر : هذا ليس قلما واعدا بل شاعر أعطى وأبدع وجاء بما لم يسبقه إليه أحد وأعطى مثلا : أحبك مثل حبي لا يقال
يموت الحرف ينتحر الخيال
أحبك لست أدري هل أغالي
ويجنح في رؤى العشق السؤال
إلأى آخر القصيدة
ومنذ ذلك الوقت تابعت الكتابة مستندا إلى هذه الشهادة التي اعتز بها …. وصدر لي حتى الآن خمس مجموعات شعرية وهناك مجموعة سادسة قيد الطباعة في اتحاد الكتاب العرب ومجموعتان جاهزتان للطباعة وقريبا ستنجز الطباعة .
*أحبك أولاً وأخيراً"- لماذا لم تكن أولا .( أحبك أولاً وأخيراً مجموعة الشاعر التي حملت هذا العنوان )…؟
**لأن الحب في قناعتي حالة لا تتجزأ فهو يبدأ ولا يتوقف حتى ينتهي … بالمناسبة هذه المجموعة مهداة إلى زوجتي
*أجمل الحالات التي تستدعيك الكتابة هي ….. ؟؟؟؟
**الشعر كون ثلاثي الأبعاد وهو فعل منعكس وانعكاس فاعل في معطيات الوجود , والحالة التي تستدعي الكتابة هي حالة الجمالية الروحية والنفسية التي كثيرا ما تتكرر وقليلا ما تستقر
* المهمة الوظيفية للاديب بشكل عام هي عدوة الإبداع ….. تعليقك ؟؟
**العمل الوظيفي هو حالة روتينية وطبيعية من مقومات الحياة , ولكل إنسان دوره في الحياة , أما الإبداع فهو حالة تكوينية بمعنى موهبة فطرية خلقت معنا نحن نسهم في تطويرها أو دفنها في مهدها لا يمكن أن يكون الإنسان مبدعا ما لم يمتلك مقومات الموهبة ثم تأتي الثقافة لتوسع دائرة الإبداع وتعمق مدلولاته ومعطياته
*ما بين الواقع والخيال أين تقف المرأة ..؟؟
**رب العالمين يقول أن وعده للأنقياء من عباده هو جنة عرض السماء والأرض , ويسير الإنسان طيلة حياته في البحث وهي تحت أقدام أمه أي تحت أقدام حواء
*الأدب تأريخ —- كيف تجلى عند الشاعر محمد حمدان ..؟؟
**الحقيقة مهما كان الخيال واسعا فلابد من التعامل مع الواقع بروح من المسؤولية والشفافية بحيث نأخذ من الواقع إيجابياته ونصحح ما استطعنا من سلبيات وبذلك نعيد صياغة الحياة بروح متألقة وأحلام منطلقة نحو أوسع الأفاق وأجملها في الحياة
==كيف تجد المشهد الإبداعي السوري — والعربي بشكل عام ؟؟؟؟؟, ومن هنا كانت مسيرتي الإبداعية تتسم بالواقعية من جهة وكيفية توظيف الخيال لتجميل الواقع أو تطويره أو تغييره بشكل كلي , ويمكنني أن أصف المشهد الإبداعي السوري بشكل عام بأنه يتألق في نقاط معينة ويراوح في مكانه في نقاط أخرى حتى نكاد نحس أن هناك حربا غير معلنة على الإبداع والمبدعين
* ما بين دمعتي الحزن والفرح خيط ترتبط به مشاعر شتى …. تعليقك …؟؟
** في قناعتي دمعة الإنسان في الفرح تعبير عن الروح وفي الأسى تعبير عن النفس وبين الروح والنفس يتكون الإنسان , فالدمعة هي الدمعة بمكوناتها لكنها تختلف في كينونتها وطبيعتها , وكلاهما نابع من مصدر واحد هو الإنسان الذي يشكل الخيط الرابط بين هذه المشاعر .
* هل أدى الأدب دوره في الحرب على سورية —- كيف — ولماذا …؟؟؟؟
**أعتقد أن كل أديب يبقى دوره قاصرا تجاه الوطن , لأن الوطن أكبر من كل أديب ولذلك فهناك من يؤدي دورا وهناك من ينتظر وهناك من يصطنع وهناك من يصنع وهناك من يبدع , وعندما يصل الأديب إلى مرحلة الإبداع يكون في المسافة الأقرب من الإنسان ومن الوطن , لأن الوطن أجمل قصيدة في الوجود … لذلك أعتقد أننا لم نصل جميعا بعد إلى مستوى هذا القصيدة الأجمل .
* ليس من مهام المبدع تقديم تعليقات سياسية أنية، ولكن المطلوب…. ؟؟؟
**هناك محوران في الحياة أساسيان هما الثقافة والسياسة وبين الثقافة والسياسة عروة وثقى وبقدر ما نفقه في الثقافة نفهم في السياسة وهذه الحالة تستدعي سموا في التفكير وعلوا عن الآنية المتبدلة , لأن الثقافة ليس فقط الحاجة العليا للبشرية بل إنها بالإضافة إلى ذلك الضرورة الأولى في مواجهة الاستحقاقات التي يتعرض لها الوطن والمواطن
* في جعبتك كلمات —- لمن تقولها ..؟؟
** دائما وأبدا طالما أن الينابيع مستمرة في التدفق فليس هناك من كلمة أخيرة , وأجمل كلمة أقولها هي الحب , ولكل الناس من جميع الأجناس لا فرق بين أحد أو أحد فالكل يلتقون في هوية الإنسان الأزلية الأبدية
• أختم حديثي حديثي بأن أقول لأبناء هذا الوطن (( إن شعبا لا توحده الدماء ليس جديرا بالبقاء