بقلم:د محمد عطية
يروى أن أحدهم ذهب ليطلق زوجته فسألوه عن سبب طلاقها فقال : لا أتحدث عن زوجتي بما يسوؤها ولا أفشى سراً لها , وبعد أن طلقها قالوا له : الآن طلقتها فأخبرنا عن سبب طلاقك لها , فقال : لا يحل لي أن أتكلم عن امرأة صارت أجنبية عني .
وطلق رجل امرأته فلما أرادت الارتحال قال لها اسمعي وليسمع من حضر إني والله اعتمدتك برغبة وعاشرتك بمحبة ولم أجد منك زلة ولم يدخلني عنك ملة ولكن القضاء كان غالبا فقالت المرأة جزيت من صاحب ومصحوب خيرا فما استقللت خيرك ولا شكوت ضيرك ولا تمنيت غيرك ولا أجد لك في الرجال شبيها وليس لقضاء الله مدفع ولا من حكمة علينا ممنع.
حفظ الأسرار أدب إسلامي وأخلاقي عام، والأسرار الزوجية أشد خصوصية عن أي أسرار أخرى، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت، وإفشاء الأسرار بدون دافع قهري من شأنه أن يجهض الولاء للأسرة عامة وللحياة الزوجية خاصة ويزرع الشكوك والظنون وانعدام الثقة، كما أن طيران المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعالها
لما ماتت امرأةُ أبي ربيعة الفقيهِ دفَنها، ونفض يديه، ثمَّ رجع إلى داره فحَوقَل واسترجَع، وبكت عيناه، ثمَّ قال يخاطبُ نفسه:
الآن ماتت الدار أيضًا يا أبا خالد.
قالها وقلبه متصدِّعٌ، ينزف وجعًا، وتهاوت روحُه إلى ما يرهقها، وظلَّ وحيدًا بها يكابِد من الغربة والوحشة والفقدِ.
ما أقضَّ مضجعَه، وأوهن عيشه؛ لأنَّه عليمٌ بأنَّ
سعادة البيوت وجمالها وطيبَ عيشها لا يكون بجدرانها، ولا فاخر أثاثها، وعلوِّ طباقها؛
إنَّما يكون بتلك الروح التي تسكن أنت بها؛ ألم ترَ سبحانه يقول:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُم أَزوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾.
لا تخبروا الناس كذبًا
عن سُهولة التَخليِ …
و أن في البعدِ راحةٌ
و في التخلِي سعادةٌ …
قولوا لهم قولًا حقًا :
و أخبروهم أن يتجاوزوا
و أن يتمسكوا ببعضهم
قدر ما يستطيعونَ
.. فبعضُ الفراق لا يُحتمل
و إن الأرواح بعد الفراق … تَشيخ
وورد ذكراك كربيع أزهر في لحظة
وورق خريفك كحزن أمطر في لحظة
وبرد شتاء فراقك كقلب بكى في لحظة
إن عناقُكِ .. أشبهُ بأمتلاكِ الدُنيا في لحظةِ
والشوق الصيفي لعينيك
كنار ألهبت عمق المشاعر في لحظة