مشت نحوي وقد تاهت خطاها
بدمع البؤس فاضت مقلتاها
ودهر جارَ بالأرزاءِ حتّى
شقاء العيش أبدتْ وجنتاها
دموع كالآلئ فوق خدٍّ
إذا انهمرت فقد لاقت أخاها
أبٌ قد غادر الدنيا ويبقى
بنوهُ ليس يرعاهم سواها
وأمّ من سقام الجسم عانت
سهام الفقر زادت من أساها
فطفلتها تعاني ما تعاني
ودهر للبراءةِ ما رعاها
كأنّ الدهر خاصمها بسوءٍ
إلى درب الأسى قسراً رماها
تبيع على الرصيف ولا تبالي
وثوب من عفافٍ قد كساها
أ يا مَن تكنز الأموال مهلاً
أ ما رقّ الفؤاد إذا رآها
فهل للقلب يرأف حين تُسبى
طفولتها ولم تلقّ انتباها
فتصمتُ أحرف الكلمات حيناً
ويندى الحرف إن أبدت شقاها
فنادتني كأنّ الصوت دوّى
فلبى القلبُ مستعراً نِداها
فتحت لها الأضالع عن حنان
لتحيا بين أبنائي عساها
حروفي من خضاب الروح تُسقى
من الإحساس نبضي قد رواها
فرفقاً بالطفولة فارحموها
كما أوصى نبيّ الله طه
مناهل حسن