رَحَلَ الّذينَ نحبُّهُمْ ..رَحلُوا
لَمْ تَبْقَ في أشجارِهِمْ ظُللُ
لم يبْقَ ما يروي جوانحَنـا
صبْرًا وما تسْلُو به المقَلُ
لمْ يتركوا شيئًا يُؤانسُنـا
لمّا تضلُّ على المدى الأسَلُ
إلا بقـــــايا ذكْريـــاتِهِمُ
تصْحُو كما يصْحُو السّنا الخضلُ
لا نُورَ بعْدَهُـــمُ تقــرُّ بهِ
عينٌ ولا يُؤتـى به سُؤُلُ
لَمْ يبْـقَ إلاَّ ما نكابرهُ
وحكايةٌ تزهو وتحتفلُ
ماذا جَرَى للرّيـحِ متْعبةٌ
سَكَنتْ كأنَّ الصّمْتَ ينْسَدلُ
تهمي دمُوعٌ من محاجرنـا
وكأنّهَـا بالدَّمْـــعِ تَغتسلُ
وتروادُ الأرواحَ أسئلةٌ
حيْرى وَلا يرتاحُ مَنْ سألوا !
عودوا فلا سلوان بعْدَكُمُ
يرجـى ولا أوجاعَ تندملُ
فرّقْتَ يا كوفيدُ مَجْمَعَنــــا
في كلّ يوْمٍ ينقضي أجَــلُ
غصّتْ مقابرُنـــا بمن فقدوا
وَمعاولُ الْحفّـــــــار تنتقـلُ
وخلتْ شوارعُنــا فلا صخبٌ
فيهـا ولا لَهْـــــوٌ ولا شُغُـلُ
لا صبْرَ يا كوفيدُ يُؤنسُنـــا
ما عادَتِ الأرْواحُ تَحتملُ
يَشْكو إلى الخلاّقِ كربتَنـــا
الطفلُ والعذارءُ والرّجلُ
ارْحلْ فقَدْ أشْبعْتنــا وجعًــــا
حتّى حدانـا اليأسُ والْمللُ
ما عاد فينـا ما تهدّمُـــــــهُ
هَوَتِ الأمـاني وَانزوى الأملُ
نصْحُو على نَعْيٍ وَتابِعـــــــهِ
حتّى ارتوى النّاعون أوْ ثملوا !
يا ربُّ مَنْ يرجى إذا عصفتْ
بالخائفينَ وَضاقَتْ السّبُــــــلُ ؟
يا أرْحَمَ الرُّحمـاءِ أنتَ لَهَـــا
واقٍ وأنتَ الرّكنُ وَالعَوَلُ
أخر ما كتبة الشاعر الجزائري ” الحسن الواحدي “