د.جليل البيضاني
·
……………….
تدورُ بكَ الأيامُ والدَّهرُ خادِعُ ….وتنأى بِكَ الأجفانُ إنْ أنتَ هاجِعُ
وتهفو الى أمرٍ وفي القلبِ غصَّةٌ ….وتحلمُ بالعنقاء والأفقُ شاسِعُ
وتروي فصولاً من حياةٍ مريرةٍ ….وغيركَ يروي ماحَبَتْهُ المضاجِعُ
وتشربُ كأساً من يدِ الصّبرِ مرّةً ….وتحيا لآمالٍ عليها تُصارِعُ
فما أنتَ في عِزٍّ فتجلي خطوبها ….وما أنت في حِلٍّ من الأمرِ قانِعُ
بلادكَ تُسبى حينَ ألقَت حبالها….على غاربِ الأيامِ والسيفُ خانِعُ
وعِشقكَ طيفٌ غَيَّبَتْهُ دوارِسٌ ….تُناديه لايُصغي وما أنت قانعُُ
سَلَبْتَ مِنَ الليلِ السباتِ سباتهٌ ….وأوغلتَ..عن وهمٍ جِهاراً تدافعُ
وقارعتَ أمراً للسمواتِ أمرهُ …وماكنتَ في أمرِ السماءِ تُقارِعُ
فتحملُ قوساً دون حملِ كِنانةٍ ….وتشهرُ غمداً والسيوف قواطٍعُ
وتركب بِرْذَوْناً وغيرك مُهرَةً….وتلبس أسمالاً وغيرك دارِعُ
كذلكَ قومي حين مَرَّت خطوبُهم ….سيوفٌ كليلاتٌ ورمحٌ مُجاشِعُ * 2
فصبراً اذا ما الأمر جلّتْ خطوبهُ ….وصبراً اذا ما خَيَّبَتْكَ المواقعُ
هو الدَّهرُ إنْ أيامهٌ البيض أَقْبَلَتْ ….فأنتَ على مَرْجٍ مِنَ الخيرِ راتِعُ
وإنْ أدْبَرَت والخيل حُلَّ لجامها …فما نفعُ ماتسعى وما أنتَ صانعُ ؟
………………………………….
*1 ..هذه القصيدة كُتِبَت بعد جريمة سبايكر .
*2 ..مُجاشِع ..قبيلة عربية كانت رماحها من قَصَبٍ لاتلبث ان تنكسر في المعارك بين القبائل وكان العرب يعيرونهم بها