نفحات القلم – سام محمد
الحلقة صفر
عند الانتقال بالكتابة من العقد الخامس الى القعد السادس الذي هو اقرب الى الكهولة من غيرها نقف عاجزين امام موازين الحياة .ربما كل ما تعلمناه الى حينها كان كذبة كبيرة . ربما تبدأ عندما نكون بين يدي طبيب لعلاج احد المشاكل التي لم نكن نفكر في علاجها فيما قبل بسبب وجودنا في زحمة الحياة ولكون اجسامنا كانت اكثر مقاومة وكذلك لجهلنا فيما هو آت وجبروت ارواحنا التي ربما لم تصل لخدمة ذواتنا في السابق ولاسباب عديدة
المهم يقول لنا الطبيب ناصحا عليك ان تؤمن لجسدك اوقات طويلة من الراحة فلم تعد شابا يا ابا……
وكذلك يجب ان تلتزم برامجا غذائيا بحد ذاته
فاللحوم ترفع نسبة الشحوم مثلا والزيوت ترفع الكوليسترول والفروج يؤثر بشكل كبير على غددك التي شاخت وعليك ان تبتعد عن الارز المواد النشوية قليلا وكذلك البيض يزيد في نسبة تكلس المفاصل ويعيد تذكيري بانني لم اعد شابا ويكمل اتعلم ان نسبة سبعين بالمئة من امراض الشيخوخة سببها المباشر المشروبات الغازية والكحولية والمنبهات كالمتة والشاي والبن وكذلك التبغ وخبز الاقماح
الذي يشكل سبب معظمها انا لن اكلمك كطبيب بل ك صديق اكثر من الاولى
فلا اجد نفسي الا قائلا له يادكتور :فعلا ان الحياة تضر بالصحة العامة
هذا عن الصحة البدنية واكثر منها عند طبيب آخر باختصاص آخر ولكن يكفي كما ارى تحدثا عن الطب الذي لا افقه به بالتأكيد
اما عن سوكيات ما تربينا عليه وآمنا به بالتسليم فله شأن آخر في هكذا مرحلة
بعيدا عن الكبت الروحي والنفسي ماديا ومعنويا ربما لاول وهلة تختلط علينا اخلاقياتنا السابقة والتزامات وضعنا انفسنا بتصرفها بشكل غير مبرر لايماننا باخلاقيات عمياء بكماء صماء
وانسياقنا خلف امثال ربما اكثرها لايتماشا مع مجتمعنا ربما مثل صيني او بريطاني او فارسي
المهم اننا نكتشف ان الدائرة القريبة هي محكمةاستثنائية اكثر مما هي عائلة او سير قانون حياتي وان اكثر اصدقائنا ربما ليسوا كذلك وعن قربة الدم هي ليس مبررة بجميع السنن وعند البحث لاثباتها لم نجد الا ما ينفيها فعن الاباء يقول الحكيم علي بن ابي طالب (ع) (لعن الله والدين حملا ولديهما على عقوقهما)
(يلزم الاباء من العقوق لاولادهم مايلزم الاولاد من العقوق لآبائهم)
وعن الاخوة كان لنا مثل في القرآن (و إذ قال يوسف لابيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكب و الشمس و القمر رأيتهم لي سجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك يكيدوا لك كيدا)
وعن الاوطان كذلك يقول
(ليس بلد أحق بك من بلد خير البلدان ما حملك)
وكذلك كتاب القرآن المقدس
((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا)
وقال اكثر من ذلك عن الاشقاء والاخوة والابناء
اذا خمسة عقود مارسنا خلالها كل موبقات الجهل والتعسف بحق ارواحنا ربما خسرنا الكثير من القلوب الطيبة لارضاء غرور قيمنا البالية وارضاء اناس كنا نحكم على ارواحنا ونفسونا بالسجن المؤبد التزاما بقرابتهم
لا اتكلم هنا عمن فشلوا في حيواتهم كما يظن القارئ الكريم انه من واقع تحقيقاتي مع ذاتي وذوات الناس الاكثر نجاحا في مجتمعي مع شديد الاسف
لا ارى في بداية هذه المرحلة الا ان اقدس الانسانية بعيدا عن اي رباط واي تشريع واي دين
نعم يدرك العاقل في هذه المرحلة اهمية العودة الى الانسانية الام والتراب بكافة معادنه ومواده وربما الاكثرية لا تدرك او انها لا تستسلم للحقائق بسبب فشل المنظومة التربوية الخاصة والعامة
تحياتي لمن يقرأ واتمنى من الجميع الادلاء بآرائه
الى حلقة اخرى لو شاءت الاقدار