
أصل تسمية "عشتار" من الفعل العربي القديم "عتر" ويعني في القاموس السرياني: خصب, كثر, وفر, غزر وما تزال اليوم في العربية كلمة "عترة" تعني الخصب والذرية. ومن المعروف الإبدال في العربية القديمة بين السين والشين والتاء والثاء جميعاً, ويبقى المعنى واحداً. إن كلمة ثعلب في العربية القديمة : ثعلب, تعلب, سعلب, شعلب. وفي العربية القديمة كانت إضافة الشين في المقطع الأول من الكلمة للإيحاء بالكثرة فالفعل "قلِب" يعني قَلَب أما شقلب فيعني قلبه كثيراً. وهكذا فإن عشتار تعني الزيادة في الزيادة والخصب وفي القواميس نجد: عشّرت الناقة صارت عُشراء والعُشراء هي التي لقحت وأخصبت وينتظر نتاجها وجمعها عِشار.
أفروديت: الاسم عربي سوري قديم مركب من كلمتين : "أف" أو "آفو" ويعني وجه, صورة ,تجسيد, أنف, ظهور و "ردي" أو "رديو" ومؤنثه "رديت" أو "رديتا" ويعني المني, الزرع, النسل, الرحم كما يعني الترويض , التعليم ,التهذيب, ركوب البحر, السفر, وهي في القاموس السرياني من الفعل "ردي" ويعني: سار, مشى, سافر, ركب البحر, روّض, علّم, هذب, زرع, نسل, ولّد وعليه فإن معنى إفروديت في العربية القديمة هو: تجسيد المنيّ, كما يعني صورة المروّضة, المعلمة. وقد استخدم السوريون في بلاد اليونان كلمات أخرى للتعبير عن أصل أفروديت هي "برث سفئوني" أي بنت زبد البحر, لأن "برث" مؤنث "بر" وتعني بنت و "سفئو" و "سفهو" تعني في القاموس السرياني زبد البحر, وصارت تلفظ "برسفوني" وقد ذكر الكاتب السوري الروماني "أوفيد" ذلك حينما كتب يقول عن لسان إفروديت: "حقاً إني من زبد البحر خلقت, ومن أعماقه المقدسة انبثقت, فكم أنا إليه مدينة, ومازال اسمي في اليونان يذكرني بهذا الأصل"
ولقد كان قدماء العرب السوريين يصورونها في هيئة امرأة بارعة الجمال خرجت لتوها من البحر فالتصق ثوبها الرقيق بجسدها الرائع وقد أمسكت ضفيرة شعرها بيديها الاثنتين.
أما المعنى الآخر لأفروديت المشتق من الترويض والتعليم , فقد اشتهرت عشتار كربة للطبيعة والحيوانات البرية وعرف عنها أنها كانت أول من روض الأسود والخيول في شبه جزيرة العرب. لذلك كنا نرى صور عشتار وتماثيلها إما فوق ظهر أسد أو تمتطي ظهر حصان عار وهي واقفة فدعيت "عشتار زارا" أي الراكبة واقفة. وباختصار شديد : إن أفروديت هي _في التفكير السوري القديم_ واحداً من تجليات عشتار الذي يمثل الخصب والحب والجمال والجنس في الطبيعة والحيوان. إنها تمثيل لمرحلة عشتار ما قبل الزراعة.
أما الكلمة الثانية التي التصقت بالربة السورية فهي "سيريس" أو "الزرّاعة" وهي بالعربية القديمة (السريانية والفينيقية) "زِرعِث" وصارت لاختفاء العين تكتب في الغرب "سيريس" وهي في القاموس السرياني من الفعل "زرع" ويعني: زرع, بذر, بثّ التعليم , لقن, نشر, نسل, تناسل….و "زرعيث" + نسل, ذرية, سلالة, زرع.
وهكذا فقد دعيت الربة عشتار ربة السلالة أو الذرية, أي الأم الكبرى, وربة الزروع والتعليم الزراعي…
لنقرأ ما كتبه أوفيد حول الربة الزرّاعة "سيريس" : "كانت سيريس أول من حرثت كتل الطين بمحراثها المقوس وأول من زرعت القمح وسائر الغلال , وفرضت القوانين الأولى فنحن ندين بكل ما نملكه ل "سيريس" وعليّ أن أتغنى بها وليت نشيدي يكون جديراً بها فالإلهة جديرة بأن يتغنى بها"
ومن الأسماء التي ألصقت بها في هذه المرحلة هي "دي مثرا" ويعني الربة المكثرة, الموفرة, والكلمة من الفعل العربي القديم "يثر" ويعني : أثرى, أكثر, وفر, أخصب.
لقد انشطرت عشتار السورية في الغرب الأوروبي إلى اثنتين: إحداهما أخذت تمثل خصب الطبيعة وهي أفروديت بنت زبد البحر"برسفوني" والثانية ربة الزراعين التي مثلت خصب المحاصيل وهي "دي مثرا" ولما كانت الأولى هي الأصل فقد وصلت إلى اليونان معكوسة إذ جعلوا "دي مثرا" أماً ل "برث سفئوني" ودعيت "دي مثرا" أم المحاصيل علماً أن الأم الكبرى مثلت الخصب في الطبيعة قبل ظهور الزراعة بآلاف السنين.
ولما كان تعليم الزراعة لدى قدامى السوريين رسالة سماوية كان عليهم أن يقوموا بها كأقدس الواجبات الدينية وعليهم أن يبثوا تعاليم الربة الزّراعة في كل الأصقاع حيث البشر مازالوا في مرحلة سكنى الكهوف و أكل لحوم البشرفانتشر كهنة وكاهنات الربة الزرّاعة في كل مكان.
أما اللقب الآخر فهو "إيلادقيا" وتعني الربة الرئيسة الحامية والكلمة في القاموس السرياني من الفعل دق_ دوقا, دوقوتا: نظر, راقب, رصد, رعى النجوم, تأمل, هجم, باغت, فاجأ. دوق+ إمام, مقدام, رئيس نبي, شرف, عين, علم, برج, مرصد… ومن الكلمة العربية جاء اللقب "دوق" في أوروبا وانكلترا خاصة.
وقد دعيت باسم "الربة الحارسة" "إيلادقيا" مدينة اللاذقية على الساحل السوري و "الأوديسا" على ساحل البحر الأسود, وكل "أوديسا" أخرى, إذ أن القاف والكاف قبل الياء كانت تتحول في اللاتينية إلى c أو tc مثل "فينيقيا" وصارت فينيسيا في إيطاليا.وهي إحدى المدن الرئيسية التي بناها الفينيقيون في إيطاليا.
أما "أثينا" فهي مؤنث : "اتوت" أي السيد , الرب, كما تعني المعجزة, الآية, إذ تقول الأساطير أنها ولدت من بيضة الرب التي أخصبت في ماء البحر وكلمة بيضة في العربية القديمة (السريانية والفينيقية) هي "بيعتا" إذ كانت العين تحل محل الضاد وكلمة "بيعتا" في القاموس السرياني تعني البيضة, الخصية, كما تعني اليافوخ , أعلى الرأس لهذا فعندما رحلت الأسطورة مع السوريين إلى بلاد اليونان لم يستطيعوا أن يفهموا منها إلا الوجه الآخرفقالوا: ولدت من رأس أبها الإله بعدما أحس بصداع شديد فشقه هيفايستوس بفأسه وأخرجها منه , وكما أن نهاية الاسم المذكر "ون" فنهاية الاسم المؤنث: "ينا"
أما كلمة "اللات" أو "إيلات" أو "إيلينا" فهي مؤنث "إيل" أو "أل" وتعني الربة العلية.
أما "إيزيس" فغن أصل الاسم في العربية القديمة "حيزيث" فتحولت الحاء إلى همزة أو تحولت إلى "ع" فصارت "عزى" كما تحولت الثاء باللفظ إلى سين وكان العرب القدامى يكتبون كما يلفظون. أما الاسم فهو في القاموس السرياني من الفعل حزا_حزيا, حزيثا ويعني رأى أبصر , نظر العواقب , زار , افتقد, أضاع, استوحش, لقي, وجد, تمثّل, فحص, اختبر, قاسى, تحمل, ابتلى, سني, تلألأ, اشتهر, حذق, مهر, صار نبياً, عرافاً حكيماً. وباختصار إننا مرة أخرى امام الفعل الذي يعطينا بمجمل معانيه قصة إيزيس ويفصح عن حقيقتها فهي التي افتقدت زوجها "أوزيريس" بعد أن قتله سيت ومزقه إرباً فتحملت وعانت الكثير لفقده وزارت عشتار في بيتها ووجدته في جذع شجرة التي تحمل هيكلها (بيتها) واستعادته ثم صارت مثالاً للصبر والوفاء فاشتهرت وأصبحت إحدى النبيات, الحكيمات, العرافات.