سلاب نيوز/المحرّر الإقتصادي
"اقتصادنا أشبه بطائرةٍ تتجه للهاوية بعلم الطيار، لكن الركاب لا يدركون ذلك لأنهم الآن على علوٍّ مرتفع ولن يكتشفوا اقترابهم من الأرض إلا بعد فوات الأوان"، هكذا وصف جيم ريكاردز، مستشار التهديد المالي في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الاقتصاد الأميركي، في مقابلةٍ حصريةٍ مع صحيفة "ماني مورنينغ".
تحدّث ريكاردز عن كوارث حقيقية محدقة بالاقتصاد الأميركي تتجاهلها مؤسسات المال الأمريكية وتتستر عليها الحكومة، كاشفًا عن سلسلةٍ من الإشارات الاقتصادية الخطيرة التي تنذر بانهيارٍ يقارب 100 تريليون دولار أميركي.
وتوقّع ريكاردز تاريخ 17 آذار 2015 لوقوع الكارثة قائلًا: "سيتذكر الأمريكان هذا اليوم طوال العمر وسيسجله التاريخ، مع ما ستعقبه من فترة غير معروف أمدها، حيث إنه، ووفقًا لأحد العقول العليا في مجتمع المخابرات الأمريكي، هذا هو التاريخ الذي سوف تدخل فيه الولايات المتحدة أحلك فترة اقتصادية في تاريخها، والمرعب أكثر، هو أنّ هذا المسؤول وزملاءه يعتقدون بأنّ الأدلة تثبت بأنه سيكون من المستحيل تجنب هذه النتيجة، وسينهار اقتصاد أولى الدول في العالم".
واستخدم ريكاردز العديد من الرسوم البيانية لإظهار حجم المشكلة، مقارنًا الوقائع بالأزمة الحادة التي شهدتها البلاد عام 1929، مركزًا اللوم في بعض المشاكل على مجلس الاحتياطي الفدرالي.
وقال: "الجميع يعرف بأنّ لدينا مستوى خطير من الديون، والجميع يعرف بأنّ البنك الفيدرالي قد طبع بتهوّر تريليونات من الدولارات"، مؤكدًا أنّ "هذه لم تعد أسرارًا بالنسبة لأحد، ولكن الجديد، هو أنّ كل الدلائل تشير إلى أنّ الأمور قد اقتربت جدًا من بلوغ منتهاها".
وأهم الدلائل التي استندت إليها تصريحات مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية هي ما يسمى "مؤشر البؤس"، الذي تم إنشاؤه قبل عدة عقودٍ كعلامة تحذيرٍ فريدةٍ من نوعها لتحديد مدى اقتراب أمريكا من انهيارٍ اجتماعي، حيث يعمل هذا المؤشر ببساطة من خلال إضافة معدل التضخم الحقيقي إلى معدل البطالة الحقيقية.
ومع ذلك، قام البنك الاحتياطي الفيدرالي مرارًا بتغيير طريقة احتساب مؤشر البؤس، وهو ما يدفع ريكاردز للاعتقاد بأنه قد تم استخدام المؤشر عمليًا للتستر على الحجم الحقيقي للمشكلة.
وفي هذا الصدد قال المستشار: "نادرًا ما تسمع الحكومة اليوم وهي تتحدث عن مؤشر البؤس للجمهور، وذلك لأنها لا تريدك أن تعرف الحقيقة، وهي أنّ مؤشر التعاسة والبؤس قد بلغ مستويات أكثر خطورة مما رأيناه قبل الكساد العظيم، وهذا إشارة على الانهيار القريب".
وكشف ريكاردز عن "المناطق الساخنة الخمس" التي يراقبها مجتمع الاستخبارات عن كثب لاعتقاده بأنها المكان الذي سوف تنطلق منه هذه الكارثة، قائلا: "أتوقع أن تظهر المرحلة الأولى من خلال انهيار سوق الأسهم فجأةً بنسبة 70%، وهو الأمر الذي لن يشعر أحد من الخارج بقدومه".
وأضاف: "سوف يصبح من الواضح أنه ليس حادثًا مؤقتًا، وإنما انهيار منهجي في الاقتصاد نفسه، وعند ذلك سوف يصبح الوضع خطرًا جدًا، ولن نستطيع انتشال أنفسنا منه".