*خلف عامر
تكرّر الشاعرة أميمة إبراهيم إبراهيم “لو”بعدد جهات الكون، وبوجع كبير جدا تصرخ في ذاتها الأخرى، إذ تستنكر فيه الجبن، والتردد والخرس، والوقوف موقف العاجز في وجه ولادة القصيدة:
“لو كنت
لو كنتَ تمتلكُ الجرأةً قليلاً
لفتحتَ مغاليقَ قلبِكَ
وسفحتَ كلَّ مدادِكَ
على بياضِ القصيدةِ.”
وفي الـــ: “لو” الثانية، وظفت حالات من الموروث الحكائي في نصها كــ:”- قصرالساحرة – طاقية الإخفاء – البساط السحري- ” لسرد عوالمها الداخلية، ولتبث في روحه الجرأة والإقدام، وكأني بها تمنحه مفاتيح الدروب إلى ذاتها، أرادت أن يحطم المرايا، مرايا صمته ليصنع الحياة :
“لو كنتَ
تمتلكُ مفاتيحَ قصرِ السّاحرةِ
لدخلتَ بلا طاقيةِ الإخفاءِ
أو بساطكَ السّحريَّ
وحطّمتَ المرايا.”
وفي الـــ” لو” الثالثة استمرت في استدعاء الموروث “الدونكيشوتي” – طواحين الهواء – ، وتوظيفه بشكل متقن لسرد رؤيتها المتمثلة في إحياء المكان، وكأنها تشبّه حالة صمته وجموده بالفزاعة:
لو كنتَ تحاربُ طواحينَ الهواءِ
لحرثتَ حقلَ غوايتِها
وناديتَ المزنَ تَسقيها
وقرأتَ صلاةَ الرّبِ في محرابِها.
وفي الــ” لو” الرابعة تفصح عن حلم أو كابوس، لا وجود له، لأن كل شيء باقٍ في مكانه، استطاعت الشاعرة من خلال النص فتح باب التأويل ونقل القارئ عبر شاعرية جميلة وبلغة بسيطة، دلت على تمكّنها من أدواتها تمثل في دمج جنسين أدبيين معا السرد والشعر:
“لو كنتَ….
ما كانَ للوهمِ أن يصادرَ مشمشَها.”