أنا هُنا !!
هل يسمعُنِي أحد ؟!
أنا هُنا تحتَ هذا الحُطام
أئِنُّ محزوناً كما يئنُّ الحمام
أنتم ؟!
يامَن تسيرونَ فوقَ وجعي
تعبتُ من طرقِ الحَجَرِ بالحَجَر
تعبتُ مِن وَحشةِ هذا الظَّلام
أنا هُنا !!
تحتَ هذا الرُّكام
أُعاقرُ موتيَ المحتوم
أُداوي جراحي ببعضِ الأمل
كنتُ قبلَ أن تُفاجئني الأرضُ
برقصتِها المجنونة
أطبعُ فوقَ خدودِها أشهى القُبَّل
كنتُ في نشوةِ حُلْمي
أُطاردُ خَصرَها المطرَّزَ بالياسمين
كنتُ مشغولاً بجمعِ اللَّوز
من فوقِ أكتافِ الحنين
كنتُ لا أعبءُ بالراحلينَ
أو القادمين
صَحَوتُ !!
وأنا عالقٌ !!
بين رَدمٍ و رَدم
مرعوبٌ تُحيطُني دهشتي
لا أفقهُ ماذا حصل ؟!
فلا شيءَ يواسيني هُنا
غيرَ هذا الألم ..
هل يَسمعُني أحد ؟؟
إلا مِن أحد ؟!
ايها الموت .. أنتظر قليلا
قبل أن تنتزعَ الرَّوح من هذا الجسد
ربما سيأتي أحد ؟!
إذهب وتمشَّ على النهرِ قليلاً
أو توضأ وصلِّ رَكعتين
أو إستمتع قليلاً بهمسِ الأمواج
واستذكر عمركَ الذي أفنيتَه بحصادِ الأفواج
وعد لي آخرَ النهار
لعلَّك غيَّرتَ القرار
لعلَّ الشجرةَ التي زرعتَها في باحةِ دارِنا
تتفقدُ غيابي .. وتأتي
لعلَّ الصديق الذي أهديتُهُ مودتي
يشعرُ بغيابي .. ويأتي
أو لعلَّ كَلبَ الجيرانِ
الذي أُطعمُهُ كلَّ يوم
يشعرُ بالجوع
فيتذكرني .. ويأتي
أو لعلَّ مَن كتبتُ لها قصائدي
تشعرُ بالشوق لكلماتي
أو يُحرّكُها الحنين
ولعلَّها تأتي ..
فلابدَّ من يدٍ تُحرّكُ هذا الرُّكام
من قبلِ أن يأتيَ
مَن لا يذهب
إلا ..
وأنا معه !!
مظفر جبار الواسطي
العراق.