و “عدن” تنتظر “وردة من دم المُتنبي”..
وأنت، أيها التائه في جراب الوقت،
تجلس مُنفرداً،
تبحثُ عمّا يؤنس هذا الليل..
وحوش البراري تحتشد في الجهات الأربع،
ولا ترى إلا دفقات من الظلمة
تسكن سقفك.
سينتهي بك المطاف أخيراً،
ولا يتبدل الحال،
وستلبسك الكائنات البعيدة..
محمولاً على نعش هذا الليل،
تنتظر ما سيأتي،
حتى من أرض بور،
لا ضوء فيها ولا ورد،
لا رغيف خبز يسد رمق الجوعى..
بلا ضوء،
بلا نار؛
تتوسل حقول الفراشات النائمة.
تقرأ قصيدة “الغزو من الداخل”،
فيتنهد “ميدان التحرير”،
ويرتجف شارع “الزبيري”،
ويتشبث شارع “بغداد” بأقدام
“عبدالله القاضي”،
وهو يواسي “طفلة شريدة وخائفة”.
“صنعاء” تبكي صنعاء،
و “عدن” تنتظر “وردة من دم المُتنبي”..
* هوامش
– “الغزو من الداخل”، “وردة من دم المتنبي” قصيدتان لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني.
– ” ميدان التحرير”، “شارع الزبيري”، “شارع بغداد” أماكن في العاصمة صنعاء.
– عبدالله القاضي، شاعر يمني زاهد من جيل السبعينات، غزير الاطلاع والمعرفة، يعيش منذ أعوام طوال في كوخ داخل مقبرة.
#أمـين_الجـرادي