وتحسدُني فراشاتُ الرّوابي
على شفتَيكِ لو يدري الرَّبيعُ
وتُغبطُنيْ السَّواقي نائحاتٍ
وسِحرُ الفجرِ والحقلُ الوديعُ
معاً نمشي معَ الآصالِ هوناً
وتُفتنُنا المرابعُ والربوعُ
وتتْبعُنا إلى الروضِ السواقي
ويسبِقُنا إلى المرعى القطيعُ
وهذي ذوائبُ الصّفصافُ تهفو
كما يهفو إلى الأمِّ الرضيعُ
إلى الدّوحِ الظليلِ تحنُّ روحي
فتؤنسُها النّسائمُ والفروعُ
إلى ذاكَ الجمالِ تحنُّ روحي
فيحضنُني بهِ الأُفقُ الوسيعُ
ويُرشفُنيْ مِنَ العزلاءِ خمراً*
بياناً صاغهُ الأدبُ الرّفيعُ
*العزلاء:مصبُ الماء من القربةِ
وألُفعمُ روحيَ الظمأى حنيناً
إليكِ , إاليكِ قد حانَ الرجوعُ
لكِ النجوى وأحلاميْ وبوحي
وآلامي وما طوتِ الضُّلوعُ
كأوطانيْ جمالُكِ في بياني
نديُّ الحسنِ مُمتنِعٌ مَيعُ
كآلاءِ الربيعِ تهزُّ روحي
ويُطربُني بها لحنٌ بديعُ
فتحْتُ نوافذيْ للحبِّ عمري
وزهرُ الخيرِ في قلبي يضوعُ
تألّقتِ القوافي في صِباها
وهزّتْها الصَّبا, ومضى الصّقيعُ
كتهدارِ السّواقي عادَ قلبي
ورفَّ الزّهرُ , أشرقتِ الدّموعُ
ولاحَ النورُ في بدَواتِ فكريْ
وفيها أحمدٌ وبها يسوعُ
وقدْ شرّعْتُ للأنسامِ بابي
فآهٍ آهِ لو يدريْ الرّبيعُ
ياسين عزيز حمود
من ديواني : سوانح