صلاح داود. تونس
( إلى كل أصدقائي في سوريا الحبيبة ..
إلى كل شعبها الأبيّ..)
أرسَتْ على قمم الأكوان أزمانُها
والْيَمّ تُغـْريه بالأمواج ألْحانُها
كم حدّثتْ أممٌ والصمْتُ رائدُها..
ليس الرجالُ من الغوغاء بُنيانها
*
ألقتْ إليَّ عيونُ الدهرِ أشْرطةً
تجتاب بي عاصفَ الرنّات أوزانُها
حطّـت بنا فوق صدرِ الشوق مهجتـُنا
واستقبلتنا بدفء العزِّ أحضانها
ما كان في النسْمِ من عِطرٍ يُؤانسنا
حتى انتشى برُواء الرّوحِ ريْحانها
*
مِن صوْلة المتنبي اهْتز مرْكَبُنا
والحكْيُ عن بِدَع الأجداد فتـّانها
سيفٌ يُطرِّزُ وشْيا على قِـمم
لم يستطعْ رَقـْيًا لها عِقبانها
باتت تـُسامرُ من أبعادها حلبٌ
بالنور خطَّ شعاعَ الفجر حِمدانُها
*
بين المجالس كمْ هامت مُحدّثـتي
والشمسُ من فمها تختال ألوانها
واستبشرَتْ مُقـلٌ بالغمْز تقتلنا
ترْقِي القلوبَ بكحْل العزِّ أجفانها
حتى انتهتْ لدمشقِ الصدِّ موجـتُـنا
أشواقُـنا السفـْنُ والإجلالُ ربّانها
شهباءُ من ألَق التاريخ سورية ٌ
طامٍ بنا لِـسموق العشق طوفانُها
*
أرضٌ أبوها السّنا والأمُّ نجمتُها
أولادُها الشمسُ في العلياء عنوانها
*
نحن احتدمْنا مع الغِـيلان نرْعبها
والأسْدُ وثــّابُها للفتح مروانها
والعاشقون شعاعَ البدر يلْهبُهم
صوْبَ اجتثاث سوادِ الليل سُفيانها
سبعُ السماوات فتّحْنا مغالقـَها
ما أرهبتـْنا عواتي الإنس أوْ جانُها
*
نفـْسٌ من الحُمم العطشَى إلى حُمم
وفـَّى لها المدَّ بالزلزال بركانُها
مستنصرين.. صُعارٌ الروح دافعُـنا
و”الله أكبرُ” في الآفاق آذانُها
*
هذي الشآمُ على الطاغوت سامقة ٌ
والأرضُ ينعَق في الأرجاء غِربانها
والنورُ يخترق الأوجاعَ في بلدي
يا أمة ً خفقتْ في الروح أشجانُها
*
تروي النجومُ حكاياتٍ بلا ألقٍ
عن أمةٍ ذبّل الأزهارَ بستانُها
عن غُـولةٍ أمْرِكيِّ ِ الحِقـْدِ محْتـدُها
يهْوَى الدماءَ وصِبْغَ الموت فنـّانُها
عن عنكبوتٍ تخَيطُ الشَّبْكَ مِن مِزقٍ
قد أُبدِلتْ بنيوب الشرِّ أسنانُها
والعُهرُ في عُرْفها بالخزْي مفتتِنٌ
في باحَة الرقصِ.. لِلتـّقبيل تـُبّانُها
هاجتْ على الفجْـر معصوبا بظـُلْمتها
واندسّ بين فراخ الأيْك ثعبانُها
حمّالةُ القـُبْح في تجويفِ معْـدنِها
هامتْ بروعـته للرّخْـصِ جرذانُها
*
يرنو الفراتُ على الأوْصاب منتصبا
نتـْنُ الخيانةِ أذكاهُ عُرْبانها
قاؤوا على صحُف التاريخ ما ابتلعوا
حتى الخنازيرُ قد عافـتْه قـٌذرانُها
*
هل يستوي أسَدٌ بالبـِشـْر نفـْحتـُه
والحَيّة ُ المؤْتذِي بالسمِّ جيرانـُها
*
رعْدُ الزوابع لن يَهْدَى له صَعَـقٌ
حتى يعانق شمسَ الشامِ جُولانُها
*
لم ترْضَ حمصٌ وَداعي قبل جِـلْـوتها
قلبي لها الصَّبّ ُ والأضلاعُ عِرْسانُها
يا ابنَ الوليد.. ألا سَلِـّمْ على قُـُبَلِي
جنّـاتُ تدْمُرَ مِن.. ريّاك أفـْنانُها
يا مجْدَ زينُوبيَا حرِّكْ معي وتَري
عَذبُ اللُّحُونِ مِن الأمْجاد عِيدانُها
*
مستنزَفٌ ..ربّما والشوْقُ يفضحُـني
أهْلا بسُوريةٍ في العُـمْق سلطانُها
كم عشْتُ متّهَمًا بالعُـرْب معـترِفا..
خيْرُ الهوى تـُهَمٌ لِلْـكُلِّ عِرْفانها
*
مرْحَى بـ((لاءٍ))شعوبُ العـزِّ تَــنـْطـقـُها
لاءَاتُـنا الحُمْرُ.. نحْن اليوْمَ فرْسانُها
دفْءُ المكارِمِ يقـْضِي أن نعانقكُم
فلْـتقـْبلوا عُـنُقا يمْتدُّ تَحْـنانها..
وذا دمِي.. لِكؤوس الصَّحْبِ أسكُبُه..
صفـْوُ المودّة بالكاسات بُرْهانُها.
عـيْبٌ على الكأسِ أن تظمَى بحضْرتكُم..
وذي يدي ..مَددٌ بالعشْق طـُوفانُها.
صلاح داود/تونس