يجيءُ الأحدْ
لا أَحَدْ
للمكانِ المقدَّسِ جاءَ
ليُحييْ شعائرَ مجدٍ
لربٍّ عظيمٍ قديرٍ أَحَدْ
وكاهنُهُ وحدَهُ واقفٌ فوق مذبحِهِ
فِكْرُهُ شاردٌ
صوتُهُ خافتٌ
وترى عينُهُ نجمةً مِنْ مكامنِها تتهاوى
وتغدو رمادًا يذيقُ العيونَ رَمَدْ
ويبقى يجيءُ الأحدْ
مثْلَ نسرٍ جريحٍ غزتْهُ رمالُ كَمَدْ
فيجلسُ فوق الخرائبِ يبكي
ويرثي رُبًى يبِستْ
وخطًى ثقُلتْ
ودمًا في عروقِ الحياةِ جَمَدْ
يجيءُ الأحدْ
سائلًا :
أين لحني تلاشى
وأين بَخُوري تخفَّتْ
وخبزي أُضيعَ
وخمري لماذا فَسَدْ؟
ولا مَنْ يجيبُ
كأنَّ جنونَ العواصفِ شلَّ لسانَ الجميعِ
وحُمْقَ البحارِ أصمَّ مسامعَهم
والدّخانَ ظهورَ بصائرِهم قد جَلَدْ
يجيُ الأحدْ
ثمّ يمضي حزينًا كئيبًا
فلا أحدٌ في انتظارِ شذاهُ
ولا كلُّ ما قيلَ فيهِ مِنَ الصّلواتِ هدى أُمّةً
جهِلتْ كيف تبني لها في رحابِ الوجودِ بَلَدْ
آهِ
لا أحدٌ
لا أحدْ
————-
القس جوزيف إيليا