كشفت صحيفة «الأخبار اللبنانية» عن وثيقة سرية أمريكية سربها موقع «ويكيليكس» تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية خططت «لزعزعة الاستقرار في سورية والعمل على تقويض حكم الرئيس بشار الأسد» منذ عام 2006.
وقالت الصحيفة: «إن الوثيقة التي صدرت عام 2006، والتي تحمل صفة السرية والصادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق، والموزعة على مختلف أجهزة الحكم الأمريكية، عبرت عن الانزعاج والقلق من استقرار الحكومة السورية ومن أن الرئيس الأسد بات أقوى مما كان عليه قبل سنتين، ودعت الأمريكيين إلى ضرورة استغلال نقاط ضعف الحكومة واقتناص الفرص للضغط على الرئيس الأسد وإفقاده توازنه».
ورأت الوثيقة أن نقاط الضعف التي يمكن العمل عليها هي «استغلال قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري والمحكمة الدولية التي شكلت من أجله، والإعلان عن نتائج التحقيقات من أجل إزعاج الرئيس الأسد ودفعه للتصرف بطريقة لا عقلانية».
وبيّنت الوثيقة أهمية الاستفادة من عبد الحليم خدام رغم اعترافها بعدم وجود قاعدة شعبية لديه، ونصحت بالاستمرار بتشجيع السعوديين على إتاحة المجال أمامه للظهور في وسائل الإعلام، ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه، وانتقاد الحكومة السورية وحثّ الحلفاء الإقليميين مثل مصر والسعودية للالتقاء بشخصيات معارضة أخرى، مع تسريب ملائم لهذه اللقاءات بعد حدوثها».
واقترحت الوثيقة الأمريكية إبراز فشل الإصلاح الاقتصادي في سورية، خاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية عام 2007، من أجل إحراج الرئيس الأسد والعمل على ثني دول الخليج عن الاستثمار في سورية من أجل إفقارها».
وأشارت الوثيقة إلى أهمية «إعلان وجود ممرّ لمجموعات متطرفة في سورية»، ورغم اعترافها بأن الحكومة السورية تقوم ببعض الأعمال ضد مجموعات تعلن روابطها مع القاعدة، لكنها تدعو إلى إعلان الجهود السورية ضد المتطرفين بطريقة تظهر ضعف الحكومة وبوادر عدم استقرارها ونتائج سياساتها».
وتضيف صحيفة «الأخبار»: «إن الوثيقة تبين أن الحكومة الأميركية تعتمد على الأنظمة العربية كأدوات فقط وليس كحلفاء على طريقة «العدوّ الإسرائيلي».
وتقول الصحيفة: «إنه ليس هناك ما يساعد في فهم ما حدث في سورية على مدى السنوات الماضية مثل هذه الوثيقة التي تظهر واشنطن مسؤولة بدرجة كبيرة عن تدهور الوضع وتحويل حالة سياسية إلى حرب مدمرة مع عصابات مسلحة تلقى الدعم والتمويل والتسليح من دول الخليج ومن الدول الغربية، إن الحكومة الأميركية خططت لخلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى في سورية للتأثير في الحاكم، كما خططت وتخطط للحفاظ على الأنظمة العربية الموالية للحكم الأميركي».
وتتابع: «يراد لنا أن نصدق أن الشعب السوري ذهب طوعاً إلى الحرب ومن دون تدخل خارجي أو تحريض أو تأجيج لا يتفق مع الأدوار الغربية والخليجية في المنطقة، ولكن خزان «ويكيليكس» يحتوي الكثير لمن يريد أن يفهم السياسة الخارجية الأميركية من وثائقها هي، وليس من الكتب المقررة التي تخدم الدعاية الأميركية عن نفسها في بلادنا».
وأخيراً تردف الصحيفة: «الوثيقة الأمريكية تصلح كي تبدد النزعات في الثقافة العربية التي تسخر من نظرية المؤامرة فقط من أجل التخفيف من وطأة التدخل الأميركي و«الإسرائيلي» المباشر في شؤون كل بلد عربي»