الطريق إلى القدس يبدأ من الشام ، ولا يمر طريق القدس عبرها
بكل وهم و بلاهة وجاهلية عربية ، يكذب البعض ويصدق القطيع
قالوها العرب سابقا أن الطريق إلى القدس يمر بإيران ، فكان اجتياح بيروت وجنوح الفلسطيني من حربه ضد الكيان نحو الحرب الأهلية في لبنان
وقالها آخر بانفعال أن الطريق إلى القدس يمر بالكويت فكانت أوسلو ووادي عربة
وقالها آخر بغباء الطريق إلى القدس يمر عبر ليبيا، أو عبر اليمن ، أو عبر الصومال فكان التشرذم أكثر فأكثر
وقالوها أن الطريق إلى القدس يمر عبر أفغانستان ، أو البانيا، أو الشيشان فكانت الحرب على الإسلام.
ويعودون ليقولوا أن الطريق إلى القدس يكون عبر الشام ، وهنا قد يكون السلام الحقيقي مع "الكيان" من بوابة رياض أطفال العقل العربي على حمقه.
الطريق إلى القدس يبدأ من الشام ، وأهلا بمن يريد ، ولكن وعلى قلتهم ، وعلى تكاثر دجل أهل حر الصيف وبرد الشتاء ، وأبناء عادة القتل والسبي والرثاء والبكاء ، يكذبون وربما يصدق القطيع قبل بكائيته بأن الطريق إلى القدس يمر عبر الشام …
في كل هذه المسارات تصرّ سوريا على القول دوما أن العروبة عنوانها ونبضها ، آما آن لهذا القلب أن يصرخ بوجه سكينه العربية ، كفى !!!
في كل هذه المسارات ينشغل الشارع العربي بضربة جزاء في لعبة لكرة القدم أو "حرنة " لحصان ، و تقليعة لليلى عبد اللطيف ، وبأغنية دامعة لهاني شاكر ، أو ينشغل بصراخ حاد لممثلة أو عملية تجميل خدود أو مؤخرة ، و لربما يتضاحكون في معركة "الرأي والرأي الآخر" بتبادل اثنين من الحمير للكمات والشتائم والاتهامات استنادا إلى أسئلة قذرة من (جقل) آكل للجيف.
في كل هذه المسارات يعود ويخرج الدبلوماسي الغربي ، الواحد تلو الآخر، ليقول : "نعم ، كنا نكذب ونخاف أن لا يصدقوننا ، ولكنهم نفذوا الخطة ضدهم بأحسن ما نشتهي ، وبكفاءة لا تضاهيها كل تقنياتنا وكفاءاتنا وخبراتنا "
في كل هذه المسارات ، يعود الشارع العربي ليهلوس الهزيمة تلو الهزيمة ويقتات المرارة تلو المرارة ، هاربا نحو الدين تارة (بالقضاء والقدر ) ونحو السياسة تارة (العين لا تقاوم المخرز) ، وبالقومية تارة (سقطنا لكننا سنقف) .
في كل هذه المسارات ينسل العرب نحو أسرّتهم ليكثروا قطيع الجياع ، وصاحب الحظوة من كذبت عليه امرأته بفحولته ، أو (تداجلت) عليه راقصة برجولته .
في كل هذه المسارات ، يخرج الشعر العربي وتصدح الأدعية وتغني الحناجر ، ويعود انتظار طبخة جديدة حطبها عربي ، حساءها دم عربي ، لحمها لحم عربي ، خادمها خادم عربي، حارسها حارس عربي ، وكما سابقها هو لاحقها
فلسوف يعطي العرب الطاهي كما يرضى ، ولسوف يعطي العرب الآكل حتى يرضى.
ولسوف يعلم العرب والطاهي والآكل أن الشام لم تخلو بعد من أهلها.
بقلم المهندس سائر مقصود