منيرة احمد – مفيد وسوف
من أجمل المواقف وأكثرها نبلا أن تلتقي بمن حباه الله ملكةالكتابةبإبداعية واضحة وحب الأخربغيرية فريدة
لا شكلأننا نعرف الكثيرينمن المبدعينفي مختلف الأجناس الأدبية
منهم منالتقيناه ومنهم نبحث عن الوقت المناسب لالتقاطبعض صورهم الإبداعية في حوار نحاول أن يشمل جل نتاجهم
اللقاء مع الاستاذ أحمد باشا كان بمبادرةرائعة وغيرية تسجل للاستاذ مفيد وسوف الكاتب الذي يشهد له الإبداع بذلك
وهكذاكان اللقاء مع الاستاذ احمدباشا
الشكر والتقدير للاستاذ مفيد وسوف ولضيفنا
مقدمة
حبذا لو تعطينا نبذة عن حياتك :
الاسم: أحمد باشا ..مواليد 1967 أعمل معلما للمرحلة الابتدائية، أكتب الشعر والقصة القصيرة والقصيرة جدا.ولديّ مجموعتين ققج قيد الطباعة… عشقت القص منذ طفولتي وكنت أخزن ما أرى من أحداث في عقلي الباطني وأصيغها بقالب عفوي..
– ما هو تقييمك للقص القصير جدا من حيث هو حالة أدبية إبداعية:
– إن الققج هي جنس أدبي بامتياز يمتلك مجموعة من الأركان التي تميزه عن باقي الأجناس الأدبية تفردا واستقلالية…وقد فرض نفسه على الساحة الإبداعية وعلى متلقي السرد بأجناسه رغم الاعتراض عليه وقد حقق انتشارا واسعا خاصة عبر الشبكة العنكبوتية وهو يسير بقوة نحو الثبات والاستقلالية والتأثير في القراء والنقاد..هو لحظة خاطفة مدهشة ملونة بزخم شعوري خاص بفكرتها ..
وان كانت مستقاة من التأثر بالأدب العالمي ولكن في اعتقادي أنها ألان أصبحت أكثر نضوجا عند الأدباء العرب إذ أنها نقلت الأحداث العربية وما نعيشه من أتراح بكل أبعاده …
– ماهي مساهماتك في هذا المجال والجوائز التي نلتها:
أما مساهماتي:بداية كانت في القصة القصيرة حيث شاركت بكثير من الفعاليات التي تبنتها جهات ثقافية وشبابية..ونلت العديد من الجوائز وشهادات التقدير..وفي القصة القصيرة جدا وجدت نفسي أكثر راحة وطمأنينة حيث التكثيف والأحداث المختزلة والفكرة الخلاقة المبدعة وأفعال متتالية سريعة إضافة إلى قفلةٍ مدهشة صادمة تجعلك مطمئنا انك تنقل صورا كثيرة ذات تأثير عال بالمتلقي سيما وانك تصور له ما يهمه من أحداثه المتسارعة وبأسلوب شيق من هنا إضافة إلى تشجيع الكثير من الأصدقاء فقد وجدت نفسي مختصا بهذا الجنس الأدبي المتميز..
أما البداية فقد كانت عبر الرابطة السورية للقصة القصيرة جدا التي يديرها بحرفنة عالية الدكتور محمد ياسين صبيح إنها مدرسة راقية كان لها تأثير كبير في اكتسابي مهارة بهذا الفن …كل التقدير والمحبة للأستاذ الدكتور محمد ياسين صبيح لما يقدمه من فائدة لجميع الأدباء العرب ..
اشتركت بعدة مهرجانات أدبية مثل مهرجان القصة القصيرة جدا الأول في طرطوس وقد اشترك فيه أدباء من مختلف وطننا العربي، نلت شهادة تقدير فيه وأيضا اشتركت بفعاليات مهرجان منارات للإبداع الأدبي في بانياس وسلحب ومصياف..
انتسبت ونشرت في الكثير من الصفحات الأدبية ونلت بمسابقاتها عدة جوائز تقدير:مثل الهراديبية ومنارات الأدب والإبداع والجروب الرسمي للأدباء العرب وأقلامنا وواحة البوح وغيرها من الصفحات الأخرى التي تهتم بهذا الفن الراقي والتي تعتبر وسيلة إعلامية الكترونية يتفاعل ويتنافس من خلالها الأدباء العرب ..
أهم الجوائز التي نلتها هي جائزة نجم عام 2015 في الجروب الرسمي للأدباء العرب حيث شاركت بقصة قصيرة وأخرى قصيرة جدا وكلاهما ولله الحمد حصلتا على مركز متقدم وهو الثالث على الكثير من الأدباء .
سأعرض عليكم هاتين القصتين:
قصة قصيرة
حذاء
ألقى بنظرته الأخيرة على مرآته وهو يردّدُ أغنيةً طالما ردّدها بلحظات سعادته، بدت عليه علاماتُ الرّضا والطمأنينة،تضمّخَ بقليلٍ من العطر؛ كاد أن يلفّهُ الزّهو و الغرور؛وهو يتمعّنُ هندامَه الجديد؛ لولا أن وقعت عيناه على مشطه المهجور. بضعُ شعراتٍ على جانبي صلعته لاتتطلب وجود مشطٍ بهذه الجودة..وما يحزُّ في نفسه أكثر هو حذاءُهُ المتجعّد و المهترئ الذي يشبه كل شيء إلا أصناف الأحذية ..كلما طلاه أكثر زادت بشاعته وتكشّف زيفه؛ بالكاد تتماسك أجزاءُه المهترئة الذي يحاول إخفاءها بالطّلاء الزّائد ولكن دون جدوى ..طمأن نفسه :ربما تخفي وسامته وهندامه الجديد هذا الحذاء اللعين ..ولم يبق من الأيام إلا قليلها حتى يأتي دور شراء حذاء جديد فهو يدّخرُ بعضاً من راتبه كل شهر لشراء لباسه ،فهذا الشهر اشترى مما ادّخره سترةً جميلةً مناسبةً لسروالٍ كان قد ابتاعه الشهر الفائت.
دلف على درجه مسرعاً يلجُ في زقاقٍ ضيقٍٍ مختصراً المسافة إلى مكان عمله؛ما أن دخل غرفته حتى تكوّمت حوله العيون وتدافعت عليه الألسن:
–الله الله ،ما هذا الجمال ؟!ً ً
-(بتجنن..!)
–منظرك يليق بالإدارة أكثر من المدير ذاته..لا ..بل إطلالتك كإطلالة وزير.
تشاغل عنهم..بلملمة بعض الأوراق الملقاة بفوضوية على طاولته،انتقى بعضاً منها،ودخل غرفة المدير،سرعان ما خرج مودعاً لهم بيده المبتسمة ..
في شارعٍ عريضٍ جالت عيناه ذات اليمين وذات اليسار؛ لم يكن يرى إلا محلات الأحذية يتمعّنُ بشهوة فيها للحظات قبل أن يتابع سيره.
أمام معرضٍ للسيارات وقف يريحُ قدميه ،تغلغلت عيناه داخل الجدران الزجاجية تستمتع المنظر،ماهي إلا لحظات حتى خرج إليه شاب من المعرض :
—تفضل سيدي ..عندي أحدث السيارات …
–أسعارنا تشجيعية…
وتسمّر أمامه ملحاً وهو يدلّل بمعرضه وبسياراته المتنوعة وأسعاره المتميّزة.
بينما كان واجماً كتمثالٍ يبتسمُ ،استطاع البائع إدخاله بقوة إلحاحه..
في الدّاخل أشار له :تلك الحمراء آخر موديل ..وهذه السوداء أحدث سيارة في البلد..وبينما يستأنف شرحه مجتهداً، إذ تزحلقت عيناه صدفة إلى الحذاء المتجعّد والمهترئ؛ توقّفَ مشدوهاً،واستبدل لهجته بصوتٍ مرتفعٍ لايخلو من الطّرد:
-(بطّلنا نبيع…مع السلامة..افرقنا.. )
في الخارج كان الضباب كثيفاً يحجبُ الرؤية ؛رعدٌ وبرقٌ ،رياحٌ عاتيةٌ..
اضطرابٌ مخيفٌ في تحرّكات الناس، الجميع يقهقه، يسخر من الحذاء حتى هو وقف وحملق به ملياً وانحنى يفكه.
قصتي القصيرة جدا والتي نالت ايضا المركز الثالث في مسابقة نجم 2015 هي:لؤم
انسلت عيناه من خلال شقوق السور ترقبه، وهو يطعمه لحماً، ويمسح فروه الناعم بحنان ؛تحسس معدته الخاوية؛ تلمّظ ،اضطرب .ما أن دخل قصره، حتى هرع إلى الكلب بتودد؛ جرده من حبله ،طرده، وضع الحبل في رقبته، وتمدد مكانه بعد أن اطمأن بأنه يجيد النباح.