كَلامٌ بعدَ هذا الكلام
– صفحة من سيرة ذاتية –
الصحراء …
خَرجنا منها إليها
لتعتادنا ونعتادها
هذه التي اسمها… الصحراءُ
قبل َ ولادتنا.. بعد موتنا
اسمها الصحراء..
هذه التي ما عاد القطا
يرسمُ نغيطه فوق َ بطنها
هذه التي …
ثمّة بدو في صدورنا
يرفعونَ نحيبها المتقطع ِ
مذ خرجنا من كلام ٍ
قبل هذا الكلام ِ ..واتيناها / فجرا /
فرادى ومثنى وجماعات
وظهورنا تنوء بحمل حملتها إليها:
مدينة بكامل اناقتها الفاضحة!
مدينة قفص ..
مدينة كلما سرنا في شوارعها
صرخت : الا من مزيد
واتيناها / عصرا / اول الصيف
جميعنا أيادينا على دشداشات محشوة
يالذكورة المالحة .
برائحة التبغ وطلقات الصيد ِ
ثمة .. من أوقد نارا ..
ثمة من صب الماء في جحور العقارب
وثمة من خط بقطعة فحم :
ابو زيد مر من هنا !
رجال ..رجال
لهم سنن لاتعد تحت سقف المدينة
ولهم هنا سنة واحده !
رجال قطط
رجال بشوارب
منهم من يلعن الأيديولوجيات القديمة
ومنهم من يعشق
رائحة روث البعير المشتعل
ورجال معطوبون منذ الولادة !
فطوبى .. لجامع الحطب
وطوبى لمن ذهب لقتل
الثعالب خلف التلال .. …
واتيناها / ظهرا /
بعدما قرأنا كلاما يشبه
ما تردده كتب التاريخ
كي نسأل الذي و التي والذين أعادوا
قراءة شعر ” عروة بن الورد ”
خرجنا … ساخطين لنشتم
أحدا ما … ونمدح برشاقة المادحين
من استحق النوم بين اضلاعنا
خرجنا .. نبكي الى طلل
لنكتب رسائل عشق لنساء
كما اتخذنا من انوثتهن متكأ
ومدفنا لامراضنا المزمنة!
فَ يا ايها الاميون .. الساخطون
العاشقون .. الاصدقاء !!
اما من لعنة أخرى نمارسها هنا
غير الشعر !!
في المدينة … الشجر للزينة
في القرية الشجر المثمر
في الصحراء ..شجر نحن
في ظلنا تنام الذئاب
على اغصاننا يتنزه النحل البري ّ
وعلى دموعنا تحفر العاشقة
تاريخ قبلتها الأولى
الااننا بعثتها هكذا نعتنا بالشعراء!؟
المجانين ؟
الااننا ننام في القصيدة دون غطاء ..
نعشق في القصيدة ما نعشق ..
نتشاجر في القصيدة دون مسدسات ..
نوسم دائما ” بالمهابيل”
ها أنا اذكر ُ ..
يا ( يوسف )
هل سبق وامسكت بيمناك قلما
كلما القيته على ورق ابيض
طارت الابوذيات فراشات
في فضاء احلامك ؟!
يا (قيس )
ثمة ريح سكرانة ستأتي
انا قلنا مرة :
الدروب إلى قيصر الشعر
محفوفة بالحصى والانكسارات !؟
وها أنا اضيف .. ومحفوفة” بالواسطات”!
ويا ( صهيب )
اما جددت ” وصايا الربان “
جددها كي لايغرق الاولاد ُ
ولا تمسك عن كلام يحاكم مثل هذا الكلام
ها خرجنا منها إليها ولم تعتدنا
صحراء
صحراء
كأني قرأت في صحف النعي كلاما
يشبه هذا الكلام
بلى نريد كلاما بعد هذا الكلام !
*البوكمال – رياض ناصر